كان إماما في جميع العلوم غلب عليه علم الحديث حتى نسب إليه وله من الحفظ والاطلاعات شيء لا يمكن وصفه وكان يحفظ معظم صحيح البخاري ومسلم وكان له أسانيد ومشائخ شتى وله السند العالي الذي هو أعلى ما يكون له في اليمن أخذ الحديث عن جماعة من الحافظ مثل : السيد أبي بكر بن علي والقاضي : أحمد بن إسحاق جعيان والشيخ : عبد الله المزجاجي وكان ذا همة لا تجده إلا مشتغلا بعبادة : إما مدرسا أو تاليا للقرآن أو مصليا بعد صيته وقصده الطلبة من بلاد شاسعة وطلب منه الإجازة علماء عصره ما بين موافق ومخالف : .
منهم : شافعي زمانه : طه بن عبد الله السادة من ذي جبلة وعلماء صنعاء : كالسيد العلامة : هاشم بن حسين الشامي والسيد : أحمد بن عبد الرحمن والسيد : محمد بن إسحاق بن المهدي والعلامة : إسحاق بن يوسف بن المتوكل وإبراهيم ابن إسحاق المهدي وعلماء الحرمين الشريفين كافة طلبوا منه الإجازة قبل وفاته - رحمه لله - بسنة فأجازهم .
وله في بلدة زبيد تلامذة أعلام منهم : السيد : أحمد بن محمد مقبول الأهدل والشيخ يحيى بن أحمد الحكمي وغيرهما وقد أطال في ( النفس اليماني والروح ( 3 / 173 ) الريحاني ) في ترجمة : زهده وكرمه وإحسانه إلى الوفود والقصاد وصلابته في الدين وصلاحه وكراماته وحرصه على تعلم العلم واجتهاده في رمضان - لا نطول الكلام بإيرادها في هذا المقام - .
وكان يحسده جماعة من أقرانه ممن له تعلق بالعلم فسلبت منه هيبة العلم وأبهته وليس له منه إلا الاسم ولم يحملهم على هذا إلا الهوى ولكن : .
إذا رضيت عني كرام عشيرتي ... فلا زال غضبانا علي لئامها .
وما أحسن ما قيل : .
جزى الله عنا الحاسدين فإنهم ... قد استوجبوا منا على فعلهم شكرا .
أذاعوا لنا ذما فأفشوا مكارما ... وقد قصدوا ذما فصار لنا فخرا .
ولله در العيني الحنفي حيث قال في ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية - C - : .
لله در الحسد ما أعدله ... بدأ بصاحبه فقتله .
وله مصنفات مفيدة منها : كتاب في فضل ذوي القربى ومنها : القول السديد فيما أحدث من العمارة بجامع زبيد .
وبالجملة : كان سيدا علامة وعلما فهامة حافظ عصره بالاتفاق ومحدث إقليمه بلا شقاق .
توفي ليلة الأربعاء رابع عشر ربيع الآخر سنة 1147 ، وهو ابن أربعة أو ثلاثة وسبعين - كذا قال قبل موته بأحد عشر يوما - .
قال محمد المحبي - في خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر - : معنى الأهدل : الأدنى الأقرب .
وفي : نظام الجواهر النفيسة في بيان أنساب العصابة الأهدلية : أصل هذه الكلمة : على الله دل وقيل غير ذلك - وهذا أصح