الحافظ المشهور صاحب كتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس .
قال ابن بشكوال : هو ختام علماء الأندلس وآخر أئمتها وحفاظها رحل إلى المشرق ودخل الشام وبغداد وسمع بها من جماعة .
ثم دخل الحجاز فحج ثم عاد إلى بغداد وصحب أبا بكر الشاشي وأبا حامد الغزالي - رحمهم الله - وغيرهما .
ثم صدر عنهم ولقي بمصر والإسكندرية جماعة من المحدثين فكتب عنهم واستفاد منهم وأفادهم .
ثم عاد إلى الأندلس وقدم إلى إشبيلية بعلم كثير لم يدخل أحد قبله بمثله ممن كانت له رحلة إلى المشرق وكان من أهل التفنن في العلوم والاستبحار فيها والجمع لها مقدما في المعارف كلها متكلما في أنواعها نافذا في جميعها حريصا على أدائها ونشرها ثاقب الذهن في تمييز الصواب منها ويجمع إلى ذلك كله : آداب الأخلاق مع حسن المعاشرة ولين الكنف وكثرة الاحتمال وكرم النفس وحسن العهد وثبات الود واستقضي ببلده فنفع الله به أهلها لصرامته وشدته ونفوذ أحكامه وكانت له في الظالمين سورة مرهوبة .
ثم صرف عن القضاء وأقبل على نشر العلم وبثه .
ولد سنة 468 ، وتوفي بمدينة فاس في سنة 543 .
وله مصنفات منها : كتاب عارضة الأحوذي في شرح الترمذي .
والعارضة : القدرة في الكلام والأحوذي : الخفيف في الشيء لحذقه .
وقال ( 3 / 150 ) الأصمعي : المسمى في الأمور القاهر لها الذي لا يشذ عليه منها شيء