القرشي ثالث المجتهدين وأعلم العلماء الربانيين لما حملت به أمه : رأت كأن المشتري خرج من بطنها وانقض ووقع في كل بلدة منه شظية فعبر المعبر : أنه يخرج من بطنك عالم عظيم فكان كما عبر .
وهو : أول من دون علم أصول الفقه ورزق السعادة التامة في علمه .
قال أحمد بن حنبل : كان الشافعي كالشمس للنهار وكالعافية للناس وإني لأدعو له في أثر صلاتي : ( اللهم اغفر لي ولوالدي ولمحمد بن إدريس الشافعي ) .
قال في مدينة العلوم : وبالجملة هو : عالم الدنيا وعالم الأرض شرقا وغربا جمع الله له من العلوم والمفاخر مالم يجمع لإمام بعده وفضائله أكثر من أن تحصى لا يسعها إلا المجلدات .
حدث عنه أحمد بن حنبل وغيره مات بمصر سنة 206 ، وله أربع وخمسون سنة واتفق العلماء قاطبة من : أهل الفقه والأصول والحديث واللغة والنحو وغيرها ( 3 / 124 ) على أمانته وعدالته وزهده وورعه وتقواه وجوده وحسن سيرته وعلو قدره فالمطنب في وصفه مقصر والمسهب في مدحه مقتصر وقد كثرت في ذلك المجلدات الكبار ولم تبلغ ساحل هذا البحر وقد اعتنى جماعة من أهل العلم بترجمته مفردة