الأول : أشار إليه قوله : ( ( يرفع الله سبحانه وتعالى به أقواما ) ) أي يعلي مقامهم ورتبتهم فيجعلهم في الخير قادة وأئمة أي شرفاء الناس وسادتهم والقادة جمع قائد وهو الذي يجذب إلى الخير إما مع الإلزام كالقاضي والوالي اللذين إلزامهما على الظاهر وكالخطيب والواعظ اللذين إلزامهما على الباطن وكالأئمة الذين بعلمهم يهتدي وبحالهم يقتدي .
والثاني : أشار إليه قوله : ( ترغب الملائكة في خلتهم ) أي لهم من المنزلة والمكانة في قلوبهم ما استولى على غيوب بواطنهم فرغبوا في محبتهم وأنسوا بملازمتهم وما استولى على ظواهرهم فيتبركون بمسحهم .
والثالث : أشار إليه قوله A : ( ( يستغفر لهم كل رطب ويابس ) ) فشمل الناطق والنافس . قيل : سبب استغفار هؤلاء رجوع أحكامهم إليه في صدهم وقتلهم وحلهم وحرمتهم .
القسم الثالث : ما يندفع بالعلم من المضار الدنيوية وهو أيضا نوعان : .
الأول : جلب المصالح والمقاصد ودفع المعائب والمفاسد وإليه . ( 1 / 104 ) .
أشار قوله A : ( ( به توصل الأرحام ) ) أي بالعلم توصل الأرحام بين الأنام وتدفع مضرة القطيعة وحقدهم وحسدهم ومحاربتهم .
والثاني : مضرة اجتلاب المفساد برفض القانون الشرعي العاصم . من كل ضلال وإليه أشار قوله A : ( ( وبه يعرف الحلال والحرام ) ) أي بالعلم يتبين أحدهما من الآخر وهو أساس جميع الخيرات فتأمل في بيان منافع العلم وكيفية جوامع الكلم وأكثر الصلاة على صاحبه E . ( 1 / 105 )