الصديقي البغدادي الفقيه المحدث المفسر الواعظ الحنبلي المعروف : بابن الجوزي . ( 3 / 92 ) .
الحافظ الملقب : جمال الحفاظ كان علامة عصره وإمام وقته في الحديث وصناعة الوعظ صنف متونا في فنون عديدة .
منها : زاد المسير في علم التفسير أربعة أجزاء أتى فيه بأشياء غريبة .
وله في الحديث تصانيف كثيرة حسنة نافعة .
منها : الموضوعات في أربعة أجزاء أورد فيها كل حديث موضوع لكن تعقب عليه في بعضها .
وله : تلبيس إبليس وهو نافع جدا مفيد لمن يريد الآخرة .
والمنتظم في تواريخ الأمم وهو كبير .
وكتاب تلقيح فهوم الأثر على وضع كتاب المعارف لابن قتيبة .
ولقط المنافع في الطب .
وبالجملة : فكتبه أكثر من أن تعد وكتب بخطه شيئا كثيرا والناس يغالون في ذلك حتى يقال : إنه جمعت الكراريس التي كتبها وحسبت مدة عمره وقسمت الكراريس عليها فكان ما خص كل يوم تسعة كراريس وهذا شيء عظيم لا يكاد يقبله العقل ويقال : إنه جمعت براية أقلامه التي كتب بها حديث رسول الله A فحصل منها شيء كثير وأوصى أن يسخن بها الماء الذي يغسل به بعد موته ففعل ذلك فكفت وفضل منها وله أشعار كثيرة وكانت له في مجالس الوعظ أجوبة نادرة .
فمن أحسن ما يحكى عنه : أنه وقع النزاع ببغداد بين أهل السنة والشيعة في المفاضلة بين أبي بكر وعلي - Bهما - فرضي الكل بما يجيب به الشيخ ( 3 / 93 ) فأقاموا شخصا سأله عن ذلك وهو على الكرسي في مجالس وعظه فقال : .
أفضلهما من كانت ابنته تحته وفي رواية : من كانت ابنته في بيته ونزل في الحال حتى لا يراجع في ذلك .
فقال السنية : هو أبو بكر لأن ابنته عائشة تحت رسول الله A .
وقالت الشيعة : هو علي بن أبي طالب لأن فاطمة بنت رسول الله A تحته وهذه من لطائف الأجوبة ولو حصل بعد الفكر التام وإمعان النظر كان في غاية الحسن فضلا عن البديهة وله محاسن كثيرة يطول شرحها قاله ابن خلكان .
وزاد في مدينة العلوم : وسئل : ما لنا نرى الكوز الجديد إذا صب فيه الماء ينش ويخرج منه صوت ؟ فقال : يشكو ما لاقاه من أذى النار .
وسئل : إن الكوز إذا ملأ فاه لا يبرد فإذا نقص برد ؟ فقال : حتى تعلموا أن الهوى لا يدخل إلا على ناقص .
وسئل : كيف نسب قتل الحسين إلى يزيد وهو بدمشق ؟ فأنشد : .
سهم أصاب وراميه بذي سلم ... من بالعراق لقد أبعدت مرماك .
وله من هذا النوع أجوبة لطيفة كثيرة .
وله : كتاب نزهة الناظر للمقيم والمسافر في المحاضرات كتبه سيدي الوالد العلامة : حسن بن علي الحسيني القنوجي البخاري - C - بيده الشريفة لحسن سبكه ولطف مطالبه .
ولد سنة ثمان أو عشرة وخمسمائة وتوفي ثاني عشر رمضان سنة 592 ، ببغداد ودفن بباب حرب وتوفي والده سنة 514 ، والجوزي : نسبة إلى فرضة الجوز وهو موضع مشهور