من معرة النعمان من الشام بالقرب من حماة غزير الفضل شائع الذكر وافر العلم غاية في الفهم عالما باللغة حاذقا بالنحو جيد الشعر جزل الكلام شهرته تغني عن صفته .
وله التصانيف المشهورة والرسائل المأثورة وله من النظم : لزوم مالا يلزم وهو كبير في خمسة أجزاء أو ما يقاربها وله : سقط الزند وشرحه بنفسه وسماه : ضوء السقط وله : كتاب الأيك والغصون في الأدب يقارب المائة جزء وكان علامة عصره متضلعا من فنون الأدب .
ولد يوم الجمعة عند الغروب لثلاث بقين من ربيع الأول سنة 363 ، بالمعرة وجدر في السنة الثالثة من عمره فعمي منه وهو مجدر الوجه نحيف الجسم وكان يقول : لا أعرف من الألوان إلا الأحمر لأني ألبست في الجدري ثوبا مصبوغا بالعصفر قال الشعر وهو ابن إحدى أو اثنتي عشرة سنة . ( 3 / 73 ) .
وأخذ النحو واللغة عن أبيه وعن محمد بن سعد النحوي بحلب وهو من بيت علم ورياسة وكان متهما في دينه يرى رأي البراهمة والحكماء المتقدمين لا يرى أكل اللحم ولا يؤمن بالبعث والنشور وبعث الرسل وشعره المتضمن للإلحاد كثير .
قال ابن العميل في كتابه : وقع التجري على المعري : كان يرميه أهل الحسد بالتعطيل ويعملون على لسانه الأشعار يضمنونها أقوال الملاحدة قصدا لهلاكه وقد نقل عنه أشعار تتضمن صحة عقيدته وكذب ما ينسب إليه من إسناد الإلحاد إليه .
وقال الذهبي : إنه ملحد وحكم بزندقته .
وقال السلفي : أظنه تاب وأناب .
وله من التصانيف : ديوان الشعر وشرح شعر المتنبي وسماه : معجز أحمد وشرح شعر البحتري وسماه : عبث الوليد واختصر ديوان أبي تمام وشرحه وسماه : ذكرى حبيب .
والتنوخي : نسبة إلى تنوخ وهو : اسم لعدة قبائل اجتمعوا قديما بالبحرين وتحالفوا على التناصر وأقاموا هناك فسموا : تنوخا والتنوخ : الإقامة وهذه القبيلة : إحدى القبائل الثلاث التي هي نصارى العرب وهم : بهراء وتنوخ وتغلب .
مات ليلة الجمعة سنة 449 ، وذكر له ابن الوردي ترجمة حافلة في تاريخه فليعلم