إمام الكوفيين في النحو واللغة ولد سنة مائتين وابتدأ النظر في العربية والشعر واللغة سنة ست عشر وحفظ كتب الفراء فلم يشذ منها حرف وعني بالنحو أكثر من غيره فلما أتقنه أكب على الشعر والمعاني ولازم ابن الأعرابي بضع عشرة سنة وسمع من نفطويه وغيره قيل : إنما فضل أهل عصره بالحفظ للعلوم التي تضيق عنها الصدور .
قال أبو الطيب اللغوي : كان ثعلب يعتمد على ابن الأعرابي في اللغة وعلى سلمة بن عاصم في النحو ويوري عن ابن أبي نجدة كتب أبي زيد وعن الأثرم كتب أبي عبيد وعن أبي فص كتب الأصمعي وعن عمرو بن أبي عمر كتب أبيه .
وكان ثقة حجة صالحا مشهورا بالحفظ وصدق اللهجة والمعرفة بالعربية ورواية الشعر القديم مقدما عند الشيوخ منذ هو حدث متفننا يستغني بشهرته عن نعته وكان ضيق النفقة .
قال أبو بكر بن مجاهد : قال لي ثعلب : يا أبا بكر اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا وأصحاب الحديث بالحديث ففازوا وأصحاب الفقه بالفقه ففازوا واشتغلت أنا بزيد وعمرو فليت شعري ماذا تكون حالي ؟ فانصرفت من عنده فرأيت النبي A تلك الليلة فقال لي : أقرئ أبا العباس عني السلام وقل له : أنت صاحب العلم المستطيل .
وقال أبو عمرو الزاهد : سئل ثعلب عن شيء فقال : لا أدري فقيل له : أتقول لا أدري وإليك تضرب أكباد الإبل وإليك الرحلة من كل بلد ؟ فقال : لو كان لأمك بعدد ما لا أدري بعر لاستغنت .
صنف : الفصيح وهو صغير الحجم كثير الفائدة .
وثقل سمعه في آخر عمره ثم صم انصرف يوم الجمعة من الجامع بعد العصر وإذا بدواب من ورائه فلم يسمع صوت حافرها فصدمته فسقط على رأسه ( 3 / 51 ) في هوة من الطريق فلم يقدر على القيام فحمل إلى منزله ومات منه سنة 291 ، وذكره الداني في طبقات القراء .
ومن تصانيفه : كتاب المصون وكتاب اختلاف النحويين وكتاب معاني القرآن وكتاب ما تلحن فيه العامة وكتاب ما يجري وما لا يجري إلى غير ذلك