ثم إن العلوم مع اشتراكها في الشرف تتفاوت فيه فمنه ما هو بحسب الموضوع كالطب فإن موضوعه بدن الإنسان . والتفسير فإن موضوعه كلام الله سبحانه وتعالى ولا خفاء في شرفهما .
ومنه ما هو بسحب الغاية كعلم الأخلاق فإن غايته معرفة الفضائل الإنسانية .
ومنه ما هو بحسب الحاجة إليه كالفقه فإن الحاجة إليه ماسة .
ومنه ما هو بحسب وثاقه الحجة كالعلوم الرياضية فإنها برهانية . ( 1 / 99 ) .
ومن العلوم ما يقوى شرفه باجتماع هذه العبارات فيه أو أكثرها كالعلم الإلهي فإن موضوعه شريف وغايته فاضلة والحاجة إليه ماسة . وقد يكون أحد العلمين أشرف من الآخر باعتبار ثمرته أو وثاقة دلائله أو غايته . ثم إن شرف الثمرة أولى من شرف قوة الدلالة فأشرف العلوم ثمرة العلم بالله سبحانه وتعالى وملائكته ورسله وما يعين عليه فإن ثمرته السعادة الأبدية . ( 1 / 100 )