علم يبحث فيه عن اختلاف الليل والنهار ومقدار زمانهما وأيهما أقدم في الوجود وأفضل من الآخر وما يتصل بذلك .
والغرض والغاية منه ظاهران .
وموضوعه : الزمان من حيث كونه منحصرا في الأيام والليالي .
وقد أقسم الله سبحانه بهما في كتابه وأناط الأحكام الشرعية باختلافهما في كريم خطابه فقال : ( والشمس وضحها والقمر إذا تلها والنهار إذا جلها والليل إذ يغشها ) ( 2 / 586 ) .
وقال : ( والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى ) .
وقال : ( والضحى والليل إذا سجى ) فقدم النهار مرة والليل أخرى وأخر الليل تارة وقدم النهار كرة بعد أولى .
واليوم عبارة عن عود الشمس بدوران الكل إلى دائرة قد فرضت .
وقد اختلف فيه فجعله العرب من غروب الشمس إلى غروبها من الغد من أجل أن شهور العرب مبنية على مسير القمر وأوائلها مقيدة برؤية الهلال والهلال يرى لدن غروب الشمس صارت الليلة عندهم قبل النهار .
وعند الفرس والروم اليوم بليلته من طلوع الشمس بارزة من أفق الشرق إلى وقت طلوعها من الغد فصار النهار عندهم قبل الليل .
واحتجوا على قولهم : بأن النور وجود الظلمة عدم والحركة تغلب على السكون لأنها وجود لا عدم وحياة لا موت والسماء أفضل من الأرض والعامل الشاب أصح والماء الجاري لا يقبل العفونة كالراكد