واعلم : أن مقصد علم اللغة مبني على أسلوبين : .
لأن منهم : من يذهب من جانب اللفظ إلى المعنى بأن يسمع لفظا ويطلب معناه .
ومنهم : من يذهب من جانب المعنى إلى اللفظ فلكل من الطريقين قد وضعوا كتبا ليصل كل إلى مبتغاه إذ لا ينفعه ما وضع في الباب الآخر .
فمن وضع بالاعتبار الأول فطريقه ترتيب حروف التهجي .
إما باعتبار أواخرها أبوابا وباعتبار أوائلها فصولا تسهيلا للظفر بالمقصود كما اختاره الجوهري في الصحاح ومجد الدين في القاموس .
وإما بالعكس أي : باعتبار أوائلها أبوابا واعتبار أواخرها فصولا كما اختاره ابن فارس في المجمل والمطرزي في المغرب .
ومن وضع بالاعتبار الثاني فالطريق إليه أن يجمع الأجناس بحسب المعاني ويجعل لكل جنس بابا كما اختاره الزمخشري في قسم الأسماء من مقدمة الأدب .
ثم إن اختلاف الهمم قد أوجب أحداث طرق شتى ( 2 / 471 ) .
فمن واحد أدى رأيه إلى أن يفرد لغات القرآن .
ومن آخر إلى أن يفرد غريب الحديث .
وآخر إلى أن يفرد لغات الفقه كالمطرزي في المغرب .
وأن يفرد اللغات الواقعة في أشعار العرب وقصائدهم وما يجري مجراها كنظام الغريب والمقصود هو الإرشاد عند مساس أنواع الحاجات