والجواب من المثبتين عن الأولى : إنا نجد النار تحصل بالقدح واصطكاك الأجرام والريح تحصل بالمراوح وأكواز الفقاع والنوشادر قد تتخذ من الشعر وكذلك كثير من الزاجات ثم بتقدير أن لا يوجد بالطبيعة ما لا يوجد بالصناعة لا يلزمنا الجزم بنفي ذلك ولا يلزمنا من إمكان حصول الأمر الطبعي بالصناعة إمكان ( 2 / 460 ) العكس بل الأمر موقوف على الدليل .
وعن الثانية : أنه لا يلزم من استواء الصابغ . والمصبوغ على النار استواؤهما في الماهية لما عرفت أن المختلفين يشتركان في بعض الصفات وفي هذا الجواب نظر .
وحكى بعض من أنفق عمره في الطلب أن الطغرائي ألقى المثقال من الإكسير أولا على ستين ألف مثقال من معدن آخر فصار ذهبا ثم أنه ألقى آخر المثقال على ثلاثمائة ألف وأن مر يانس الراهب معلم خالد بن يزيد ألقى المثقال على ألف ألف ومائتي ألف مثقال وقالت مارية القبطية : والله لولا الله لقلت أن المثقال بملأ ما بين الخافقين . والجواب الفصل ما قاله الغزي .
كجوهر الكيمياء ليس ترى ... من ناله والأنام في طلبه .
وصاحب الشذور من جملة أئمة هذا الفن صرح بأن نهاية الصبغ إلقاء الواحد على الألف في قوله : .
فعاد بلطف الحل والعقد جوهرا ... يطاع في النيران واحده الألفا .
وزعم بعضهم أن المقامات للحريري وكليلة ودمنة رموز في الكيمياء ويزعمون أن الصناعة مرموزة في صورة البراري وقد كتب بعض من جرب وتعب وأقلقه الجد وظن أن جدها لعب على مصنفات جابر تلميذ إمام جعفر الصادق : .
هذا الذي مقاله ... غر الأوائل والأواخر .
ما أنت إلا كاسر ... كذب الذي سماك جابر .
وكان قد شغل نفسه بطلب الكيمياء فأفنى بذلك عمره .
وذكر الصفدي أن الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد وإمام الحرمين كان كل منهما مغرى به