وأما المسائل فهي القضايا التي يطلب بيانها في العلوم وهي في الأغلب نظريات وقد تكون ضرورية فتورد في العلم إما لاحتياجها إلى تنبيه يزيل عنها خفاءها أو لبيان لميتها لأن القضية قد تكون بديهية دون لميتها ككون النار محرقة فإنه معلوم الإنية أي : الوجود مجهول اللمية كذا في ( شرح المواقف ) وبعض حواشي ( تهذيب المنطق ) وقال المحقق التفتازاني - C - : ( ( المسألة لا تكون إلا نظرية ) ) وهذا مما لا اختلاف فيه لأحد وما قيل من احتمال كونها غير كسبية فهو ظاهر .
ثم للمسائل موضوعات ومحمولات أما موضوعها فقد يكون موضوع العلم كقولنا : كل مقدار إما مشارك للآخر أو مبائن والمقدار موضوع علم الهيئة وقد يكون موضوع العلم مع عرض ذاتي كقولنا : كل مقدار وسط في النسبة فهو ضلع ما يحيط به الطرفان فقد أخذ في المسألة المقدار مع كونه وسطا في النسبة وهو عرض ذاتي . وقد يكون نوع موضوع العلم كقولنا : كل خط يمكن تصنيفه ( 1 / 81 ) فإن الخط نوع من المقدار .
وقد يكون نوعا مع عرض ذاتي كقولنا : كل خط قام على خط فإن زاويتي جنبتيه قائمتان أو مساويتان لهما فالخط نوع من المقدار وقد أخذ في المسألة مع قيامه على خط وهو عرض ذاتي . وقد يكون عرضا ذاتيا كقولنا : كل مثلث فإن زواياه مثل القائمتين فالمثلث عرض ذاتي للمقدار وقد يكون نوع عرض ذاتي كقولنا : كل مثلث متساوي الساقين فإن زاويتي قاعدته متساويتان