قال في ( ( مفتاح دار السعادة ) ) أيضا وأما من كان معتنيا بالطيرة فهي أسرع إليه من السيل إلى منحدره قد فتحت له أبواب الوسواس فيما يسمعه ويراه ويفتح له الشيطان فيها من المناسبات البعيدة والقريبة ما يفسد عليه دينه وينكر عليه معيشته هذا ما ذكره .
واعلم أن بعضا من الناس قد فتح له باب الوسواس واعتبر أمورا بعيدة ( 2 / 369 ) يضحك منه الشيطان ويستهزئ به الصبيان مثلا يتشاءم بعضهم بالسفرجل إذا سمعه ورآه يقول : إنه سفرجل .
وبعضهم يتشاءم بالياسمين ويقول : إنه يأس ومين .
وبعضهم يتشاءم بالسوسنة ويقول : إنه سوء ويبقى سنة .
حكي أن جعفر البرمكي اختار وقتا لينتقل إلى داره التي بناها فاختاروا له ساعة من ليلة عينوها فخرج في ذلك الوقت والطرق خالية إذ سمع منشدا يقول : .
يدبر بالنجوم وليس يدري ... ورب النجم يفعل ما يريد .
فتطير ودعا بالرجل وقال له : ما أردت بهذا ؟ قال : ما أردت به معنى من المعاني لكنه شيء عرض لي وجرى على لساني فأمر له بدينار ومضى لوجهه وقد تنغص سروره وتكدر عيشه فلم يمض إلا قليلا حتى أوقع به الرشيد ما هو المشهور انتهى ما في ( ( مدينة العلوم ) ) ( 2 / 370 )