وأما نحن فالأصوب عندنا أن نقول : إن الله - سبحانه وتعالى - خلق صناعة الطب وألهمها الناس وهو أجل من أن يدرجه العقل لأنا نجد الطب أحسن من الفلسفة التي يرون أن استخراجها كان من عند الله - سبحانه وتعالى - بإلهام منه للناس فوجود الطب بوحي وإلهام من الله - سبحانه وتعالى - .
قال ابن أبي صاد في آخر شرحه لمسائل حنين : وجدت الناس في قديم الزمان لم يكونوا يقنعون من هذا العلم دون ( 2 / 356 ) أن يحيطوا علما بجل أجزائه وبقوانين طرق القياس والبرهان التي لا غنى لشيء من العلوم عنها ثم لما تراجعت الهمم عن ذلك أجمعوا على أنه لا غنى لمن يزاول هذا العلم من أحكام ستة عشر كتابا لجالينوس كان أهل الإسكندرية لخصوها لنقبائها المتعلمين ولما قصرت الهمم بالمتأخرين عن ذلك أيضا وظف أهل المعرفة على من يقنع من الطب بأن يتعاطاه دون أن يتمهر فيه أن يحكم ثلاث كتب من أصوله .
أحدها : مسائل حنين .
والثاني : كتاب الفصول لبقراط .
والثالث : أحد الكناشتين الجامعتين للعلاج وكان خيرها كناش ابن سرافيون