قال : وعلم الطب من فروع الطبعي وهو : علم بقوانين تتعرف منها أحوال أبدان الإنسان من جهة الصحة وعدمها لتحفظ حاصلة وتحصل غير حاصلة ما أمكن وفوائد القيود ظاهرة وهذا أولى ممن قال من جهة ما يصح ويزول عنه الصحة فإنه يرد عليه : إن الجنين غير الصحيح من أول الفطرة لا يصح عليه أنه زال عن الصحة أو صحته زائلة كذا في السديدي ( ( شرح الموجز ) ) فالمراد هنا بالعلم : التصديق بالمسائل ويمكن أن يراد به الملكة أي : ملكة حاصلة بقوانين . . . الخ .
وفي ( ( شرح القانوجه ) ) هو : علم بأحوال بدن الإنسان وما يتركب منه من حيث الصحة والمرض انتهى .
اعلم : أن تحقيق أول حدوث الطب عسير لبعد العهد واختلاف آراء القدماء فيه وعدم المرجح فقوم يقولون بقدمه والذين يقولون بحدوث الأجسام يقولون بحدوثه أيضا وهم فريقان : .
الأول : يقول أنه خلق مع الإنسان .
والثاني : وهم الأكثر يقول : إنه مستخرج بعده إما بإلهام من الله - سبحانه وتعالى - كما هو مذهب بقراط وجالينوس وجميع أصحاب القياس وإما بتجربة من الناس كما ذهب إليه أصحاب التجربة والحيل وثاسلس المغالط وفنين وهم مختلفون في الموضع الذي به استخرج وبماذا استخرج