الرياضي من أقسام الحكمة النظرية .
وهو : علم باحث عن أمور مادية يمكن تجريدها عن المادة في البحث سمي به لأن من عادة الحكماء أن يرتاضوا به في مبدأ تعليمهم إلى صبيانهم ولذا يسمى ( 2 / 307 ) : علما تعليميا أيضا . وبالعلم الأوسط المتوسطة بين ما لا يحتاج إلى المادة وبين ما يحتاج إليها مطلقا لافتقاره من وجه وعدم افتقاره من وجه آخر .
وله أصول ولكل منها فروع فأصوله أربعة : الهندسة والهيئة والحساب والموسيقى وذلك لأن موضوعه الكم . وهو إما متصل أو منفصل .
والأول متحرك أو ساكن فالمتحرك هو : الهيئة والساكن هو : الهندسة .
والثاني : إما أن يكون له نسبة تأليفة أو لا .
فالأول هو : الموسيقى .
والثاني هو : الحساب وفروعه ستة : .
الأول : علم الجمع والتفريق .
الثاني : علم الجبر والمقابلة .
الثالث : علم المساحة .
الرابع : علم جر الأثقال .
الخامس : علم الزيجات والتقاويم .
السادس : علم الأرغنوة وهو اتخاذ الآلات الغريبة .
قال صاحب ( ( كشاف اصطلاحات الفنون ) ) الرياضي علم بأحوال ما يفتقر في الوجود الخارجي دون التعقل إلى المادة كالتربيع والثتليث والتدوير والكروية والمخروطية والعدد وخواصه فإنها أمور تفتقر إلى المادة في وجودها لا حدودها ويسمى : بالحكمة الوسطى .
وقد اختلف قدماء الفلاسفة في ترجيح أحد من الرياضي والطبعي على الآخر في الشرف والفضل وكل قد مال إلى طرف بحجج مذكورة فيما بينهم والحق أن الحكم بجزم فضيلة أحدهما على الآخر غير سديد بل كل واحد أفضل من الآخر من وجه