ما ذكره صاحب ( شفاء المتألم ) وهو : أن كل علم إما أن يكون مقصودا لذاته أولا .
والأول : العلوم الحكمية وهي إما أن تكون مما يعلم لتعتقد فالحكمة النظرية أو مما يعلم ليعمل بها . فالحكمة العملية . ( 1 / 62 ) .
والأول : ينقسم إلى أعلى وهو العلم الإلهي وأدنى وهو الطبيعي وأوسط وهو الرياضي . لأن النظر إما في أمور مجردة عن المادة أو في أمور مادية في الذهن والخارج فهو الطبيعي أو في أمور يصح تجردها عن المواد في الذهن فقط فهو الرياضي وهو أربعة أقسام لأن نظر الرياضي إما أن يكون فيما يمكن أن يفرض فيه أجزاء تتلاقى على حد مشترك بينهما أولا . وكل منهما إما قار الذات أولا . والأول الهندسة والثاني : الهيئة والثالث : العدد والرابع : الموسيقات .
والحكمة العملية قسمان : علم السياسة وعلم الأخلاق . لأن النظر إما مختص بحال الإنسان أولا . الثاني : هو الأول وأيضا النظر فيه إما في إصلاح كافة الخلق في أمور المعاش والمعاد فذلك يرجع إلى علم الشريعة وعلومها معلومة . وإما من حيث اجتماع الكلمة الاجتماعية وقيام أمر الخلق فهو الأحكام السلطانية أي السياسة فإن اختص بجماعة معينة فهو تدبير المنزل