وهو علم باحث عن الخواص المترتبة على قراءة أسماء الله - سبحانه وتعالى - ( 2 / 281 ) وكتبه المنزلة وعلى قراءة الأدعية ويترتب على كل من تلك الأسماء والدعوات خواص مناسبة لها كذا في ( ( مفتاح السعادة ) ) لطاشكبري زاده .
قال : واعلم أن النفس بسبب اشتغالها بأسماء الله تعالى والدعوات الواردة في الكتب المنزلة تتوجه إلى الجناب المقدس وتتخلى عن الأمور الشاغلة لها عنه فبواسطة ذلك التوجه والتخلي تفيض عليها آثار وأنوار تناسب استعدادها الحاصل لها بسبب الاشتغال .
ومن هذا القبيل الاستعانة بخواص الأدعية بحيث يعتقد الراقي أن ذلك يفعل السحر انتهى .
أقول : خواص الأشياء ثابتة وأسبابها خفية لأننا نعلم أن المغناطيس يجذب الحديد ولا نعرف وجهه وسببه وكذلك في جميع الخواص إلا أن علل بعضها معقولة وبعضها غير معقولة .
ثم إن تلك الخواص تنقسم إلى أقسام كثيرة منها : .
خواص الأسماء المذكورة الداخلة تحت قواعد علم الحروف وكذلك خواص الحروف المركبة عنها الأسماء وخواص الأدعية المستعملة في العزائم وخواص القرآن .
قال أبو الخير : غاية ما يذكر في ذلك تجارب الصالحين وورد في ذلك بعض من الأحاديث أوردها السيوطي في الإتقان وقال : .
بعضها موقوفات على الصحابة والتابعين وما لم يرد أثره فقد ذكر الناس من ذلك كثيرا والله - سبحانه وتعالى - أعلم بصحته .
ويقال : أن الرقي بالمعوذات وغيرها من أسماء الله هو الطب الروحاني إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفا بإذن الله - سبحانه وتعالى - .
فلما عز هذا النوع فزع الناس إلى الطب الجسماني ويشير إلى هذا قوله E : ( 2 / 282 ) .
( ( لو أن رجلا موقنا قرأ بها على جبل لزال ) ) .
وأجاز القرطبي الرقية بأسماء الله وكلامه - سبحانه وتعالى - قال : فإن كان مأثورا استحب .
قال الربيع : سألت الشافعي عن الرقية فقال : لا بأس أن يرقى بكتاب الله تعالى وبما يعرف من ذكر الله .
قال الحسن البصري ومجاهد والأوزاعي : لا بأس بكتب القرآن في إناء ثم غسله وسقيه المريض وكرهه النخعي .
ومنها : خواص العدد والوفق والتكسير .
ومنها : خواص الأعداد المتحابة والمتباغضة .
قال في ( ( مدينة العلوم ) ) : أن كنكة الملك من حكماء الهند استنبط الأعداد المتحابة وذكر أنها إذا وضعت في طعام أو شراب أو غير ذلك مما يستعمله شخصان تآلف بينهما محبة عجيبة .
وإن رسمتها على ثوبك لم يفارقك والعدد الأصغر منها كزد والعدد الأكبر منها فرد ترسمها برسم قلم الغبار وتعطي الأصغر من شئت وتأكل أنت الأكبر فإن الأصغر يطيع الأكبر بخاصية ظريفة ويستعمل في الزبيب وحب الرمان وأشباههما عدد الأسماء .
ثم إن أفلاطون الآلهي بين خواص الأعداد المتحابة والمتباغضة وذكر أنه لو كتب أعداد المتحابة في كوز لم يمسه الماء وشرب منه شخصين فإنه يتولد بينهما محبة أكيدة لم يعهد ذلك قبل وأنه لو فعل في الأعداد المتباغضة مثل ذلك فإنه يظهر بينهما عداوة راسخة بإذن الله انتهى .
وبينه في ( تذكرة الأحباب في بيان التحاب ) مستوفى ببراهين عددية وخواص البروج والكواكب وخواص المعدنيات وخواص النباتات وخواص الحيوانات وخواص الأقاليم والبلدان وخواص البر والبحر وغير ذلك