قلت : سمعت ممن أثق به أنه يروي عمن يثق به أنه رأى جرادة في إحدى جناحيها ( لا إله إلا الله ) وفي الأخرى ( محمد رسول الله ) .
وأمثال هذه الغرائب في الآفاق خارجة عن إحاطة الأوراق سبحان مبدعها ومخترعها جل جلاله وعم نواله .
وكتاب ( عجائب المخلوقات ) للقزويني التي فيه بالعجيب العجاب وكتاب آخر في هذه الباب أحسن من كتاب القزويني لكني لم أتذكر اسمه ثم سألت واحدا من أصحابي فقال : أنه ( خريدة العجائب ) لابن الوردي وفيها كتاب آخر وهو ( 2 / 280 ) ( نزهة المشتاق في اختراق الآفاق ) للشريف الصقلي و ( تقويم البلدان ) للياقوت الحموي وغير ذلك وانتهى ما في ( ( مدينة العلوم ) ) .
وأقول قد وقفت على الكتابين الأولين ورأيت فيهما من ذكر العجائب وغرائب الدنيا ما يستبعده العقل ولا يصدقه القلب المستقيم وإن كان الله D قادرا على كل محال وما ذكر من أوراد الهند أعجب من كل عجاب لأن إقليم الهند حاله مع بعد مسافة بلاده معلوم لكل واحد ولم يسمع ممن يسكنه إلى الآن أن مثل هذه الأوراد في بلد من بلدانها موجود ولم يعين الحاكي لها اسم ذلك البلد أو كانت تلك الأوراد في وقت من الأزمنة الخالية ولم يبق لها الآن أثر ولا عين مع أن كل محال في حقه - سبحانه وتعالى - ممكن سهل الحصول والقدرة صالحة لأمثال تلك الأحوال لكن الكلام في صحة هذا الكلام وفيما ذكره من عجائب الأنام ولا توجد ولا تعلم منها إحدى العلامات والله أعلم