وهي طريقتان : .
طريقة البزدوي : وهي خاصة بالأدلة الشرعية من النص والإجماع والاستدلال .
وطريقة العميدي : وهي عامة في كل دليل يستدل به من أي علم كان وأكثره استدلال وهو من المناحي الحسنة والمغالطات فيه في نفس الأمر كثيرة .
وإذا اعتبرنا النظر المنطقي كان في الغالب أشبه بالقياس المغالطي والسوفسطائي إلا أن صور الأدلة والأقيسة فيه محفوظة مراعاة تتحرى فيها طرق الاستدلال كما ينبغي .
وهذا العميدي : هو أول من كتب فيها ونسبت الطريقة إليه وضع الكتاب المسمى ب : ( ( الإرشاد ) ) مختصرا وتبعه من بعده من المتأخرين كالنسفي وغيره جاؤوا على أثره وسلكوا مسلكه وكثرت في الطريقة التآليف وهي لهذا العهد مهجورة لنقص العلم والتعليم في الأمصار الإسلامية وهي مع ذلك كمالية وليست ضرورية والله - سبحانه وتعالى - أعلم وبه التوفيق . انتهى .
وقال أبو الخير : وللناس فيه طرق أحسنها : طريق ركن الدين العميدي .
وأول من صنف فيه من الفقهاء الإمام أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي الشافعي المتوفى سنة ست وثلاثين وثلاثمائة .
وعن بعض العلماء : إياك أن تشتغل بهذا الجدل الذي ظهر بعد انقراض الأكابر من العلماء فإنه يبعد عن الفقه ويضيع العمر ويورث الوحشة والعداوة وهو من أشراط الساعة وارتفاع العلم والفقه كذا ورد في الحديث حيثما ذكر في تعليم المتعلم ولله در القائل : ( 2 / 210 ) .
أرى فقهاء العصر طرا ... أضاعوا العلم واشتغلوا بلم لم .
إذا ناظرتهم لم تلق منهم ... سوى حرفين لم لم لا نسلم .
قلنا : والإنصاف أن الجدل لإظهار الصواب على مقتضى قوله تعالى : ( ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) ) لا بأس به وربما ينتفع به في تشحيذ الأذهان وتصقيل الخواطر وتمرين الطبائع والممنوع : هو الجدل الذي يضيع الأوقات ولا يحصل منه طائل وكثيرا مالا يخلو عن التحاسد والتنافس المذمومين في الشرع فعليك الاحتياط لئلا تقع في المهالك من حيث لا تشعر . انتهى .
قال في : ( ( مدينة العلوم ) ) : ومن الكتب المختصرة فيه : ( ( المغني ) ) للأبهري و : ( ( الفصول ) ) للنسفي و : ( ( الخلاصة ) ) للمراغي و : ( ( مقدمة النسفي ) ) وعليها شروح أحسنها : ( ( شرح السمرقندي ) ) .
ومن المتوسطة : ( ( النفائس ) ) للعميدي و : ( ( الرسائل ) ) للأرموي و : ( ( تهذيب النكت ) ) للأبهري .
وفي هذا العلم مصنفات كثيرة لكنها لم تشتهر في بلادنا غير ما ذكرناه . انتهى