فقالت : ( ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ) ) فغضضت بصري عنها فقلت : اركبي فلما أرادت أن تركب نفرت الناقة بها ومزقت ثيابها .
فقال : ( ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) ) فقلت لها : اصبري حتى أعقلها .
فقالت : ( ( ففهمناها سليمان ) ) فشددت لها الناقة وقلت لها : اركبي فلما ركبت .
قالت : ( ( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ) ) فأخذت بزمام الناقة وجعلت أسعى وأصيح طربا .
فقالت لي : ( ( واقصد في مشيتك وغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ) ) فجعلت أمشي وأترنم بالشعر .
فقالت : ( ( واقرأوا ما تيسر من القرآن ) ) فقلت : ليس هو بحرام .
قالت : ( ( وما يذكر إلا أولوا الألباب ) ) فطرقت عنها ساعة فقلت لها : هل لك ربع ؟ .
قالت : ( ( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ) ) فسكت عنها ولم أكملها حتى أدركت بها القافلة فقلت : لها هذه القافلة فمن لك فيها ؟ .
فقالت : ( ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) ) فعلمت أن لها أولادا ومالا فقلت لها : ما شأنهم في الحاج ؟ .
قالت : ( ( وعلامات وبالنجم هم يهتدون ) ) فعلمت أنهم أدلاء الركب فقصدت بي القبابات والعمارات فقلت : من لك فيها ؟ .
فقالت : ( ( واتخذ الله إبراهيم خليلا ) ) ( ( وكلم الله موسى تكليما ) ) ( 2 / 193 ) ( ( يا يحيى خذ الكتاب بقوة ) ) فناديت : يا إبراهيم يا موسى يا يحيى فجاءوني بالتلبية فإذا هم شبان كأنهم الأقمار قد أقبلوا فلما استقر بهم الجلوس قالت لهم : ( ( فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف ) ) فقام أحدهم فاشترى طعاما فقدموه بين يدي وقالت : ( ( كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية ) ) فقلت لهم : طعامكم هذا علي حرام حتى تخبروني بامرأتكم هذه فقالوا : هذه لها أربعون سنة ما تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزل في كلامها فيسخط الله عليها - فسبحان الله القادر على كل شيء - . انتهت الحكاية وهي تدل على أن القرآن الكريم فيه كل شيء