وهذا من أنواع علم البديع حقيقة لكن بعض الأدباء توغل فيه وأفرده بالتصنيف وجعله من فروعه .
وموضوعه : الكلمات المصحفة التي وردت عن البلغاء وبهذا الإعتبار يكون من فروع المحاضرات .
وفائدته وغرضه ومنفعته ظاهرة غير خافية على أهل البصائر .
قال عبد الرحمن البسطامي : أول من تكلم في التصحيف الإمام علي - كرم الله وجهه - ومن كلامه في ذلك : خراب البصرة بالريح بالراء والحاء المهملتين بينهما آخر الحروف قال الحافظ الذهبي : ما علم تصحيف هذه الكلمة إلا بعد المائتين من الهجرة يعني خراب البصرة بالزنج بالزاي والنون والجيم .
وللإمام في هذا العلم صنائع بديعة .
ومن أمثلة التصحيف قولهم : متى يعود إشارة إلى رجل اسمه مسعود وقس عليه نظائره .
قال الأرنيقي : ومن بدائع التصحيف ما نقشه نجم السائس على خاتم لابن أستاذه واسمه يحيى وكان يهواه وهو هذا نجم غسق بختي يريد نجم عشق يحيى .
ومن بديع كلام علي - كرم الله وجهه - كل عنب الكرم يعطيه يعني كل عيب ( 2 / 151 ) الكرم يغطيه .
ومن أمثلة التصحيف قولهم في المستنصرية : جنة والمستنصرية : اسم موضع وأراد به المس تضربه حية . انتهى .
قلت : وفي كتب أصول الحديث أبحاث مستقلة لذلك مع أمثلة للتصحيف .
ومن الكتب المصنفة فيه : كتاب : ( ( التصحيف ) ) للإمام أبي أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري الأديب المتوفى سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة الذي جمع فيه فأوعب