عبارة عن علم البيان والبديع والمعاني والغرض من تلك العلوم : أن البلاغة سواء كانت في الكلام أو في المتكلم رجوعها إلى أمرين : .
أحدهما : الاحتراز عن الخطأ في تأدية المعنى المراد أي : ما هو مراد البليغ من الغرض المصوغ له الكلام كما هو المتبادر من إطلاق المعنى المراد في كتب علم البلاغة فلا يندرج فيه الاحتراز عن التعقيد المعنوي كما توهمه البعض ولا الاحتراز عن التعقيد مطلقا .
والثاني : تمييز الفصيح عن غيره ومعرفة أن هذا الكلام فصيح وهذا غير فصيح فمنه : ما يبين في علم متن اللغة والتصريف أو : النحو أو يدرك بالحس وهو : أي ما يبين في هذه العلوم ما عدا التعقيد المعنوي فمست الحاجة للاحتراز عن الخطأ في تأدية المعنى المراد إلى علم واللاحتراز عن التعقيد المعنوي إلى علم آخر فوضعوا لهما علمي : المعاني والبيان وسموهما : علم البلاغة لمزيد اختصاص لهما بها ثم احتاجوا لمعرفة ما يتبع البلاغة من وجوه التحسين إلى علم آخر فوضعوا له علم البديع فما يحترز به عن الأول أي الخط في التأدية : علم المعاني وما يحترز به عن ( 2 / 128 ) الثاني أي التعقيد المعنوي : علم البيان وما يعرف به وجوه التحسين : علم البديع