قال في : ( ( الكشف ) ) : وأما منفعته : فإظهار رونق الكلام حتى يلج الأذن بغير إذن ويتعلق بالقلب من غير كد وإنما دونوا هذا العلم لأن الأصل وإن كان الحسن الذاتي وكان المعاني والبيان مما يكفي في تحصيله لكنهم اعتنوا بشأن الحسن العرضي أيضا لأن الحسناء إذا عريت عن المزينات ربما يذهل بعض القاهرين ( 2 / 126 ) عن تتبع محاسنها فيفوت التمتع بها ثم إن وجوه التحسين الزائد إما : راجعة إلى تحسين المعنى أصالة وإن كان لا يخلو عن تحسين اللفظ تبعا .
وإما : راجعة إلى تحسين اللفظ كذلك فالأولى : تسمى معنوية والثانية : لفظية .
وهذا الفن ذكره أهل البيان في أواخر علم البيان إلا أن المتأخرين زادوا عليها شيئا كثيرا ونظموا فيه قصائد وألفوا كتبا .
ومن الكتب المختصة بعلم البديع كتاب : ( ( البديع ) ) لأبي العباس عبد الله بن المعتز العباسي المتوفى سنة ست وتسعين ومائتين وهو أول من صنف فيه وكان جملة ما جمع منها سبع عشرة نوعا ألفه سنة أربع وسبعين ومائتين ولأبى أحمد حسن العسكري وشهاب الدين أحمد بن شمس الدين الخولي المتوفى سنة ثلاث وتسعين وستمائة و : ( ( زهرة الربيع ) ) للشيخ المطرزي ومنها : ( ( بديعيات الأدباء ) ) وهي قصائد مع شروحها