قال المتكلمون : لا بد في العلم من إضافة ونسبة مخصوصة بين العالم والمعلوم بها . ويكون العالم عالما بذلك المعلوم والمعلوم معلوما لذلك العالم . وهذه الإضافة هي المسماة عندهم بالتعلق فجمهور المتكلمين على أن العلم هو هذا التعلق إذ لم يثبت غيره بدليل فيتعدد العلم بتعدد المعلومات كتعدد الإضافة بتعدد المضاف إليه .
وقال قوم من الأشاعرة : هو صفة حقيقية ذات تعلق . وعند هؤلاء فثمة أمران : العلم وهو تلك الصفة . والعالمية أي : ذلك التعلق . فعلى هذا لا يتعدد العلم بتعدد المعلومات إذ لا يلزم من تعلق الصفة بأمور كثيرة تكثر الصفة إذ يجوز أن يكون لشيء واحد تعلقات بأمور متعددة . ( 1 / 14 ) .
وأثبت القاضي الباقلاني العلم الذي هو صفة موجودة والعالمية التي هي من قبيل الأحوال عنده . وأثبت معها تعلقا فإما للعلم فقط أو للعالمية .
فقط فهذه ثلاثة أمور : العلم والعالمية والتعلق الثابت لأحدهما وإما لهما معا فها هنا أربعة أمور : العلم والعالمية وتعلقاتهما