عاشرها : طيب النفس بما أنفقه من نفقة وهدي .
وأما أعماله الباطنة : فأولها أن يعرف أن الكمال إنما هو في التجرد عما سوى الله وذلك في الحج لأن فيه التجرد عن الأهل والعيال وفيه اختيار الغربة عن الأقارب والعشائر وترك الترفه في المآكل والملابس والمراكب والمساكن . ( 2 / 59 ) .
وثانيها : الشوق إلى زيارة بيته ليستحق بذلك إلى مشاهدة جمال صاحبه بمقتضى الوعد الكريم .
ثالثها : إخلاص النية في أفعال الحج كلها بأن يكون المقصود بها التقرب إلى الله .
رابعها : أن يقصد به الانقطاع عن محارم الله تعالى لا عن الأهل والمال فقط .
خامسها : أن يتوجه بقلبه إلى الله تعالى كما يتوجه بقالبه إلى بيته .
سادسها : أن يعرف أن زاد الآخرة هو التقوى ويتزود به كما يتزود للحج قال تعالى : ( ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ) .
سابعها : تذكر الكفن عند لبس الإحرام لأن كلا منهما غير مخيط .
ثامنها : تذكر الخروج من القبر عن الخروج من البلد إذ لا يدري في كل منهما مآل أمره .
تاسعها : أن يتذكر الوقوف في المحشر عند الدخول في البادية إذ لا يأمن في كل منهما المخاوف والأهوال .
عاشرها : أن يتذكر عند الدخول في الحرم رجاء الأمن من عقاب الله مع خوفه من أن يكون من أهل الرد وأن يتذكر عند مشاهدة البيت مشاهدة رب العزة وعظمته .
الحادي عشر : أن يتذكر عند طواف البيت الملائكة الحافين حول العرش ويعرف أن المقصود طواف القلب بفكر رب البيت .
والثاني عشر : أن يعتقد عند الاستلام المبايعة مع الرب العزم على الوفاء بها ليأمن المقر .
الثالث عشر : أن يتذكر عند السعي تردده في فناء العبودية بين كفتي الميزان مترددا بين العذاب والغفران .
الرابع عشر : أن يتذكر عند الوقوف بعرفات وقوفه في العرصات مع الصديقين والأولياء ويرجو المغفرة من رب العالمين كما يرجو أهل العرصات شفاعة الأنبياء والمرسلين . ( 2 / 60 )