وتنحصر مقاصده في عشرة علوم وهي : علم اللغة وعلم التصريف وعلم المعاني وعلم البيان وعلم البديع وعلم العروض وعلم القوافي وعلم النحو وعلم قوانين الكتابة وعلم قوانين القراءة وذلك لأن نظره إما في اللفظ أو الخط .
والأول : فإما في اللفظ المفرد أو المركب أو ما يعمهما .
وما نظره في المفرد : فاعتماده إما على السماع وهو اللغة أو على الحجة وهو التصريف .
وما نظره في المركب : فإما مطلقا أو مختصا بوزن .
والأول : إن تعلق بخواص تراكيب الكلام وأحكامه الإسنادية فعلم المعاني وإلا فعلم البيان .
والمختص بالوزن : فنظره إما في الصورة أو في المادة .
الثاني : علم البديع . ( 2 / 47 ) .
والأول : إن كان بمجرد الوزن فهو علم العروض وإلا فعلم القوافي وما يعم المفرد والمركب فهو علم النحو .
والثاني : فإن تعلق بصور الحروف فهو علم قوانين الكتابة .
وإن تعلق بالعلامات فعلم قوانين القراءة وهذه العلوم لا تختص بالعربية بل توجد في سائر لغات الأمم الفاضلة من اليونان وغيرهم .
واعلم أن هذه العلوم في العربية لم تؤخذ عن العرب قاطبة بل عن الفصحاء البلغاء منهم وهم الذين لم يخالطوا غيرهم كهذيل وكنانة بعض تميم وقيس وغيلان ومن يضاهيهم من عرب الحجاز وأوساط نجد