إثبات عالم المثال أصل عظيم من أصول التطبيق من جهة أن فيها صور الحقائق المجردة والمادية فيقع على ما فيه سير الناظرين فيخبرون عما وجدوا وإن لم يعرفوا أنه من عالم المثال وذلك في النقليات والكشفيات أكثر منه في العقليات .
ومن جهة : أن فيه روحانيات تسمى : داعية اليهودية والنصرانية وغير ذلك من الأديان والمذاهب وأنها تلقي صور المعتقدات لهم في المدارك وتروج تلك العقائد بالمنامات والهواتف فتطمئن النفوس إليها وتنفر عن أضدادها .
ومن جهة : أن فيه خزانة الكواذب كما فصلته في تفصيل ( رسالة المحبة ) وينقدح بالاتصال بها آراء شتى وتستمر الآراء برسوخ ملكته .
ومن جهة : أن تلك الصور المثالية تقع عنوانات ومرايا للأمور ( 1 / 415 ) الغائبة والموهومة فيظن التخالف فيها وهذا كثير في العقليات وفي هذا العالم ألوان وأبعاد وأشكال ولا يزاحم الأجسام المادية ويختلف المثاليات لطافة وكثافة ورسوخا واختفاء والعوام لا تظنها غير الأجسام وتسميتها : أجساما غيبية وشهادية فيجري على ذلك من يخاطبهم ويفهمهم وإنما : إنكارها وحصر الأجسام في الشهادية وضبط أحكامها من تدقيقات الفلاسفة والمتكلمين