@ 110 @ | وتنغص ، ولم يقع في مقابلة الفرح الحاصل من القول الجميل ، ولو لم يكن مع | التنغيص أيضاً لأن الروحانيات أشرف وأحسن وأوقع في النفوس ! 2 < والله غني > 2 ! عن | الصدقة المقرونة بالأذى ، فيعطي المستحق من خزائن غيبه ! 2 < حليم > 2 ! لا يعاجل | بالعقوبة . | | ^ ( مثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله ) ^ هذا هو القسم الثاني من الإنفاق . | فضله على الأول بتشبيهه بالجنة ، فإن الجنة مع إيتاء أكلها تبقى بحالها بخلاف الحبة ، | فأشار بها أنه ملك لهم كأنه صفة ذاتية ولهذا قال : ! 2 < وتثبيتا من أنفسهم > 2 ! أي : توطيناً | لها على الجود الذي هو صفة ربانية ، وقوله : ! 2 < بربوة > 2 ! إشارة إلى ارتفاع رتبة هذا | الإنفاق وارتقائه عن درجة الأول ! 2 < أصابها وابل > 2 ! أي : حظ كثير من صفة الرحمة | الرحمانية ومدد وافر من فيض جوده لأنها ملكة الاتصال بالله تعالى بمناسبة الوصف | واستعداد قبوله والاتصاف به ! 2 < فإن لم يصبها وابل > 2 ! أي : حظ كثير ، فحظ قليل ! 2 < والله بما تعملون بصير > 2 ! بأعمالكم يرى أنها من أي القبيل . | | [ تفسير سورة البقرة من آية 266 إلى آية 268 | | ! 2 < أيود أحدكم > 2 ! تمثيل لحال من عمل صالحاً إنفاقاً كان أو غيره متقرباً به إلى | الله مبتغياً رضاه ، كما في هذا القسم من الإنفاق ، ثم ظهرت نفسه فيه ، وتحركت ، | فكانت حركاتها المتخالفة بحركة الروح ودواعيها المتفاوتة المضادة لداعية القلب | إعصاراً ، فافترض الشيطان حركتها واتخذها مجالاً له بالوسوسة ، فنفث فيها رؤية | عملها أو رياء فكان ذلك النفث ناراً أحرقت عملها أحوج ما يكون إليه ، كما قال أمير | المؤمنين علي عليه السلام : ' اللهم اغفر لي ما تقربت به إليك ثم خالفه قلبي ' . | | ^ ( انققوا من طيبات ما كسبتم ) ^ أمر بالقسم الثالث من الإنفاق من طيبات ما | كسبتم ، إذ المختار بالله يختار الأشرف من كل شيء للمناسبة كما قال أمير المؤمنين | علي عليه السلام : ' إن الله جميل يحب الجمال ' ومن كان في إنفاقه بالنفس لا يقدر | على إنفاق الأشرف لضن النفس ومحبتها إياه ، واستئثارها به عن تخصيصه بالله ، فما |