@ 413 @ | $ سورة الانشراح $ | | بسم الله الرحمن الرحيم | .
تفسير سورة الانشراح من [ آية 1 - 8 ] | | ! 2 < ألم نشرح لك صدرك > 2 ! استفهام بمعنى إنكار انتفاء الشرح ليفيد ثبوته ، أي : | شرحنا لك صدرك وذلك لأن الموحد في مقام الفناء محجوب بالحق عن الخلق لفنائه | وضيق الفاني عن كل شيء إذ العدم لا يقبل الوجود كما كان قبل الفناء محجوبا بالخلق | عن الحق لضيق وعائه الوجودي وامتناع قبول وجود التجلي الذاتي الإلهي ، فإذا رد إلى | الخلق بالوجود الحقاني الموهوب ورجع إلى التفصيل وسع صدره الحق والخلق لكونه | وجودا حقيا وذلك انشراح الصدر أي : شرحناه بنورنا للدعوة والقيام بحقائق الأنباء | والوزر الذي يحمل ظهره على النقيض وهو صوت الكسر ، أي : يكسره بثقله هو وزر | النبوة والقيام بأعبائها لأنه في مقام الشهود لم يجد للخلق وجودا فضلا عن الفعل ولم | يفرق بين فعل وفعل لشهوده لأفعاله تعالى ، فكيف يثبت خيرا وشرا ويأمر وينهى وهو لا | يرى إلا الحق وحده فإذا رد إلى مقام النبوة عن مقام الولاية وحجب بحجاب القلب ثقل | ذلك عليه وكاد أن يقصم ظهره لاحتجابه عن الشهود الذاتي حينئذ ، فوهب التمكين في مقام | البقاء حتى لم يحتجب بالكثرة عن الوحدة وشاهد الجمع في عين التفصيل ، ولم يغب عن | شهوده بالدعوة وذلك هو شرح الصدر وهو بعينه وضع الوزر المذكور ورفع الذكر لأن | الفاني في الجمع لا يكون شيئا فضلا عن أن يكون مذكورا ، ولو بقى في عين الجمع لما | صح محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قولنا : لا إله الا الله لفنائه ولما تم الإسلام لصحته بهما . | | ! 2 < فإن مع العسر > 2 ! أي : الاحتجاب الأول بالخلق عن الحق ! 2 < يسرا > 2 ! وأي يسر هو | كشف الذات ومقام الولاية ! 2 < إن مع العسر > 2 ! أي : الاحتجاب الثاني بالحق عن الخلق | ! 2 < يسرا > 2 ! وأي يسر هو شرح الصدر بالوجود الموهوب الحقاني ومقام النبوة . | | ! 2 < فإذا فرغت > 2 ! عن السير بالله وفي الله وعن الله ! 2 < فانصب > 2 ! في طريق الاستقامة | والسير إلى الله واجتهد في دعوة الخلق ! 2 < فارغب > 2 ! إليه خاصة في الدعوة إليه ، أي : لا | ترغب إلا إلى ذاته دون ثواب أو غرض آخر لتكون دعوتك وهدايتك به إليه وإلا لما | كنت قائما به مستقيما إليه به بل زائغا عنه قائما بالنفس ، والله تعالى أعلم . |