@ 410 @ | | ! 2 < إن علينا للهدى > 2 ! بالإرشاد إلينا بنور العقل والحس والجمع بين الأدلة العقلية | والسمعية والتمكين على الاستدلال والاستبصار . | | ! 2 < وإن لنا للآخرة والأولى > 2 ! أي : نعطيهما من توجه إلينا فلا نحرم التارك المجرد | عن ثواب الدنيا مع ثواب الآخرة فإن من آثر الأشرف يكون الأخس تحت قدمه | بالضرورة كقوله : ! 2 < لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم > 2 ! [ المائدة ، الآية : 66 ] . | | ! 2 < فأنذرتكم نارا تلظى > 2 ! أي : نارا عظيمة يبلغ لظاها جميع مراتب الوجود وهي | النار الكبرى الشاملة للحجاب والقهر والسخط والتعذيب بالآثار ، ولهذا قال : ^ ( لا | يصلاها إلى الأشقى ) ^ العديم الاستعداد ، الخبيث الجوهر ، المشرك بالله في المواقف | الأربعة . | | ! 2 < الذي كذب > 2 ! بالله لشركه ! 2 < وتولى > 2 ! وأعرض عن الدين لعناده ! 2 < وسيجنبها > 2 ! | الاتقى ) ^ أي : يتحاماها ويبعد عنها في جميع مراتبها ^ ( الذي ) ^ اتقى ما عدا الله من ذاته | وصفاته وأفعاله وكل شيء من الأغيار والآثار بالاستغراق في عين الجمع وهو الأتقى | المطلق الذي لم يقف مع غير الله فيوقف على الله ويعذب ببعض النيران . وأما التقي فقد | لا يجنب جميع مراتبها كالمتجرد من الهيئات والأفعال ، الواقف مع الصفات فإنه وإن | كان مغفورا ذنوبه فقد حرم عن روح الذات ولذة المقربين في حجاب وجوده . | | ^ ( الذي يؤتي ماله يتزكى ) ^ الذي يعطيه في حالة كونه متطهرا عن لوث محبة | الأنداد وتعلق الأغيار والالتفات إلى ما سوى الله والاشتغال به مزكيا نفسه عن الشرك | الخفي . | .
تفسير سورة الليل من [ آية 19 - 21 ] | | ^ ( وما لأحد عنده من نعمة تجزى ) ^ أي : لا يؤتيه للمكافأة والمعارضة ^ ( إلا ابتغاء | وجه ربه ) ^ باجتناب ما عداه ولكونه على أعلى مراتب التقوى لأن الله تعالى بحسب كل | اسم له وجه يتجلى به لمن يدعوه بلسان حاله بذلك الاسم ويعبده باستعداده والوجه | الأعلى هو الذي له بحسب اسم الأعلى الشامل لجميع الأسماء وإن جعلته وصفا لربه ، | فالرب هو ذلك الاسم . | | ^ ( ولسوف يرضى ) ^ بالوصول إليه في عين الجمع والشهود الذاتي ثم مشاهدة ذلك الوجه | في مقام التفصيل حال البقاء بعد الفناء لاستدعاء الرضا وجوده مع الوصف ، والله تعالى | أعلم . |