@ 370 @ | يفرقون بين القهر واللطف والرفق والعنف والبلاء والشدة والرخاء بل تستقر محبتهم مع | الأضداد وتستمر لذاتهم في النعماء والسراء والرحمة والزحمة كما قال أحدهم : | % ( هواي له فرض تعطف أم جفا % ومشربه عذب تكدر أم صفا ) % | % ( وكلت إلى المحبوب أمري كله % فإن شاء أحياني وإن شاء أتلفا ) % | | وأما الأبرار فلما كانوا يحبون المنعم واللطيف والرحيم لم تبق محبتهم عند تجلي | القهار والمبلي والمنتقم بحالها ولا لذتهم بل يكرهون ذلك ! 2 < يفجرونها تفجيرا > 2 ! لأنهم | منابعها لا اثنينية ثمة ولا غيرية ، وإلا لم يكن كافور الظلمة حجاب الأنائية والاثنينية | وسواده . | | ! 2 < يوفون بالنذر > 2 ! أي : الأبرار يوفون العهد الذي كان بينهم وبين الله صبيحة يوم | الأزل بأنهم إذا وجدوا التمكن بالآلات والأسباب أبرزوا ما في مكامن استعداداتهم | وغيوب فطرتهم من الحقائق والمعارف والعلوم والفضائل وأخرجوها إلى الفعل بالتزكية | والتصفية ^ ( ويخافون ) ^ يوم تجلي صفة القهر والسخط والانتقام لكونهم وصفيين ! 2 < يوما كان شره > 2 ! فاشيا منتشرا بالغا أقصى المبالغ باستيلاء الهيئات المظلمة والحجب الساترة | للنور من صفات النفس على القلب وهو نهاية مبالغ الشر . | | ! 2 < ويطعمون الطعام على حبه > 2 ! أي : يتجردون عن المنافع المالية ويزكون أنفسهم | عن الرذائل خصوصا عن الشح لكون محبة المال أكثف الحجب فيتصفون بفضيلة الإيثار | ويطعمون الطعام في حالة احتياجهم إليه لسد خلة جوع من يستحقه ، ويؤثرون به غيرهم | على أنفسهم كما هو المشهور من قصة علي وأهل بيته عليهم الصلاة والسلام في شأن | نزول الآية من الإيثار بالفطور على المستحقين الثلاثة والصبر على الجوع والصوم ثلاثة | أيام أو يزكون أنفسهم عن رذيلة الجهل فيطعمون الطعام الروحاني من الحكم والشرائع | مع كونه محبوبا في نفسه على حب الله المسكين الدائم السكون إلى تراب البدن واليتيم | المنقطع عن تربية أبيه الحقيقي الذي هو روح القدس والأسير المحبوس في أسر الطبيعة | وقيود صفات النفس . | .
تفسير سورة الإنسان من [ آية 9 - 14 ] | | ! 2 < إنما نطعمكم لوجه الله > 2 ! أي : قائلين في أنفسهم ذلك ، ناوين بالإطعام رضا الله ، | فإن الأبرار يقصدون الخيرات مراضي الله لا الثواب لكونهم بارزين عن حجاب الأفعال | إلى الصفات أو لذات الله ومحبتها إذ الوجه عبارة عن الذات مع الصفات لكونهم |