@ 356 @ | إلى آية 13 ] | | فلما تنور بنور القدس بعد عن منازل القوى ومبالغ علمها وإدراكها . وهذا معنى | قوله : ! 2 < وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا > 2 ! أي : | نورا ملكوتيا وحجة عقلية تطردنا عن الأفق العقلي وتحفظ العقل عن أن يميل إلى النفس | فتختلط بنا وتنزل إلى ما ارتقينا إليه من المقاعد فنكتسب منه الآراء القياسية المؤدية إلى موافقات البدن وآمان النفس . | | ! 2 < وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض > 2 ! أرض البدن من القوى فتبقى في | المجاهدة والرياضة ، ممنوعة من لذاتها ، محجوبة عن مشتهياتها وما تهواها ! 2 < أم أراد بهم ربهم > 2 ! بالأحكام الشرعية والمناهي الدينية والأوامر التكليفية ! 2 < رشدا > 2 ! استقامة وصوابا | وما يوجب صلاحها ، فإن مقصد الشرع وكمال النفس أمر وراء مبالغ إدراك هذه القوى . | | ! 2 < وأنا منا الصالحون > 2 ! كالقوى المدبرة لنظام المعاش وصلاح البدن ! 2 < ومنا دون ذلك > 2 ! من المفسدات كالوهم والغضب والشهوة العاملة بمقتضى هوى النفس | والمتوسطات كالقوى النباتية الطبيعية ! 2 < كنا > 2 ! ذوي مذاهب مختلفة لكل طريقة ووجهة | مما عينه الله ووكله به ! 2 < وأنا ظننا > 2 ! أي : تيقنا أن الله غالب علينا لن نعجزه ، كائنين في | أرض البدن ولا هاربين إلى سماء الروح لعجز كل أحد منا عن فعل الآخر ، فكيف عن | فعل مبدأ القوى والقدر ! 2 < الهدى > 2 ! أي : القرآن تنورنا ^ ( به ) ^ وصدقناه بامتثالنا أوامره ونواهيه | كما قال عليه السلام : ' لكل أحد شيطان ، إلا أن شيطاني أسلم على يدي ' . ! 2 < فلا يخاف > 2 ! | بخس حق من حقوقه وكمالاته التي أمكنت له وحظوظه أيضا ، فإن النفس وإن اطمأنت | وتنورت قوها بحيث لا تزاحم السر ولا تعلو القلب لم تمنع من الحظوظ بل وفرت عليها | لتتقوى بها هي وقواها على الطاعة وتنشط على الأفعال الإلهية حالة الاستقامة كتمتيع نفسه | عليه السلام بنكاح تسع نسوة وغيره من التمتعات ، ولا رهق ذلة وقهر بالرياضة أو بخس | كمال ورهق رذيلة من الرذائل أو لحوق هيئة معذبة موجبة للخسوء والطرد . | .
تفسير سورة الجن من [ آية 14 - 21 ] |