@ 96 @ | أشد ذكرا ) ^ أي : فلا تكونوا كأهل العادة مشغولين بذكر الأنساب والمفاخرات وسائر | أحوال الدنيا ، فإن ذلك يكدر وقتكم ويقسي قلوبكم بل كونوا مشتغلين بأنواع الذكر | والمذاكرة مع الإخوان مثل ما كنتم تذكرون أحوال الأنساب وسائر أحوال الدنيا قبل | السلوك أو كما يذكر الناس هذه الأحوال بالعادة وأبلغ أو أقوى وأكثر ذكراً منها ليبقى | صفاؤكم ويهتدي بكم الناس ^ ( فمن الناس من يقول ربنا ) ^ أي : لا يطلب إلا متاع | الدنيا ولا يشتغل إلا بذكرها ولا يعبد الله إلا لأجلها ^ ( وما له في الآخرة من خلاق ) ^ | فإن توجهه إلى الأخس يمنعه عن قبول الأشرف لعدم نهوض همته إليه واكتساب | الظلمة المنافية للنور . | | ^ ( ومنهم من يقول ربنا آتنا ) ^ أي : يطلب خير كل من الدارين ويحترز عن | الاحتجاب بالظلمة والتعذب بنيران الطبيعة والحرمان عن أنوار الرحمة ^ ( أولئك لهم | نصيب مما كسبوا ) ^ من حظوظ الآخرة وأنوار دار القرار واللذات الباقية بالأعمال | الصالحة بعد المحاسبة وحط بعض الحسنات بالسيئات والتعذيب بحسبها أو العفو . | | ^ ( واذكروا الله في أيام معدودات ) ^ أي : مراتب معدودة بعد الفراغ من الحج ، | وهو مرتبة الروح والقلب والنفس ، لأن الواصل إذا رجع ، رجع إلى هذه المراتب | وعليه في المراتب الثلاث أن يكون بالله فذلك ذكره ^ ( فمن تعجل في يومين فلا إثم | عليه ) ^ أي : فمن تجعل إلى حظوظه في مرتبة الروح والقلب فلا إثم عليه إذ الروح | والقلب وحظوظهما لا يحجبان ولا يضران . ومعنى التعجل هو أن الحركة إذا كانت | بالله كانت أسرع ولا يكون معها لبث ولا وقوف ريثما يظهر القلب أو الروح ويصير | حجاباً نورياً كما يكون لأصحاب التلوين ^ ( ومن تأخر ) ^ إلى الثالث الذي هو مرتبة | النفس ^ ( فلا إثم عليه لمن اتقى ) ^ أي : ذلك الحكم لمن اتقى أن يكون مع حظوظ | النفس بالنفس ، فإن النفس ألزم لحظها من صاحبيها وحظها أغلظ وأبعد من النور من | حظوظهما وسريعاً ما تظهر للزوم الطيش والحركة إياها بخلاف صاحبيها وحظها أيضاً | كثيراً ما يحجب ، وإذا حجب كان حجابه غليظاً ظلمانياً فالاحتراز هناك والاحتياط | واجب وأولى من الباقيين لأنهما إن ظهرا رق حجابهما وسهل زواله ، أو ذلك التخيير | لمن اتقى في المراتب الثلاث . ^ ( واتقوا الله ) ^ في المواطن الثلاثة من ظهور الأنانية | والآنية حتى تكونوا في الحظوظ به لا بالنفس ولا بالقلب ولا بالروح ^ ( واعلموا أنكم | إليه تحشرون ) ^ أي : أنكم محشورون معه تحشرون من اسم إلى اسم حاضرون | بحضرته فأنتم على خطر عظيم بخلاف سائر الناس كما ورد في الحديث : | ( ( المخلصون على خطر عظيم ) ) . وعن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى : ( ( بشر المذنبين بأني |