@ 263 @ | والتباس من خلق حادث يتجدد كل وقت ، لبس عليهم الشيطان حتى قالوا ! 2 < وما يهلكنا إلا الدهر > 2 ! [ الجاثية ، الآية : 24 ] ونسبوا التأثير إلى الزمان واحتجبوا عن معنى قوله : ! 2 < كل يوم هو في شأن > 2 ! [ الرحمن ، الآية : 29 ] ، ولو عرفوا الله حق معرفته وكان اعترافهم بإيجاده | للخلق الأول عن علم ويقين لشاهدوا الخلق الجديد في كل آن فلم ينكروا البعث وكانوا | عبادا مخلصين ليس للشيطان عليهم سلطان . | | ! 2 < ونحن أقرب إليه من حبل الوريد > 2 ! تمثيل للقرب المعنوي بالصورة الحسية | المشاهدة ، وإنما كان أقرب مع عدم المسافة بين الجزء المتصل به وبينه ، لأن اتصال | الجزء بالشيء يشهد بالبينونة والإثنينية الرافعة للاتحاد الحقيقي ومعيته وقربه من عبده | ليس كذلك ، فإن هويته وحقيقته المندرجة في هويته وتحققه ليست غيره بل إن وجوده | المخصوص المعين إنما هو بعين حقيقته التي هي الوجود من حيث هو وجود ولولاه | لكان عدما صرفا ولا شيئا محضا . فحبل غاية القرب الصوري أي : الاتصال بالجزئية | الذي لا اتصال أشد منه في الأجسام مع كونه سبب حياة الشخص ، هذا أتم منه لبقائه . | ثم بين أقربيته لينتفي القرب بمعنى الاتصال والمقارنة ، كما قال أمير المؤمنين عليه | السلام : ' هو مع كل شيء ' ، لا بمقارنة إذ الشيء به ذلك الشيء وبدونه ليس شيئا حتى | يقارنه . | .
تفسير سورة ق من [ آية 17 - 19 ] | | ! 2 < إذ يتلقى المتلقيان > 2 ! أي : يعلم حديث نفسه الذي يوسوس به نفسه وقت تلقي | المتلقيين مع كونه أقرب إليه منهما ، وإنما تلقيهما للحجة عليه وإثبات الأقوال والأعمال | في الصحائف النورية للجزاء ، والمتلقي القاعد عن اليمين هو القوة العاقلة العملية | المنتقشة بصور الأعمال الخيرية المرتسمة بالأقوال الحسنة الصائبة ، وإنما قعد عن يمينه | لأن اليمين هي الجهة القوية الشريفة المباركة وهي جهة النفس التي تلي الحق ، والمتلقي | القاعد عن الشمال هو القوة المتخيلة التي تنتقش بصور الأعمال البشرية البهيمية والسبعية | والآراء الشيطانية الوهمية والأقوال الخبيثة الفاسدة . وإنما قعد عن الشمال لأن الشمال | هي الجهة الضعيفة الخسيسة المشؤومة وهي التي تلي البدن ، ولأن الفطرة الإنسانية خيرة | بالذات لكونها من عالم الأنوار مقتضية بذاتها وغريزتها الخيرات والشرور إنما هي أمور | عرضت لها من جهة البدن وآلاته وهيئاته ، يستولي صاحب اليمين على صاحب الشمال ، | فكلما صدرت منه حسنة كتبها له في الحال وإن صدرت منه سيئة منع صاحب الشمال | عن كتابتها في الحال انتظارا للتسبيح أي : التنزيه عن الغواشي البدنية والهيئات الطبيعية | بالرجوع إلى مقره الأصلي وسنخه الحقيقي وحاله الغريزي لينمحي أثر ذلك الأمر |