@ 231 @ | $ سورة حم الدخان $ | | بسم الله الرحمن الرحيم | .
تفسير سورة الدخان من [ آية 1 - 12 ] | | ! 2 < إنا أنزلناه في ليلة مباركة > 2 ! الليلة المباركة هي بنية رسول الله صلى الله عليه وسلم لكونها حادثة | مظلمة ساترة لنور شمس الروح ، ووصفها بالمباركة لظهور الرحمة والبركة من الهداية | والعدالة في العالم بسببها وازدياد رتبته وكماله بها . كما سماها ليلة القدر لأن قدره عليه | السلام معرفته بنفسه وكماله إنما يظهر بها ، ألا ترى أن معراجه إنما كان بجسده ؟ ، إذ لو | لم يكن جسده لم يكن ترقيه في المراتب إلى التوحيد وإنزال الكتب فيها إشارة إلى أنزال | العقل القرآني الجامع للحقائق كلها ، والفرقاني المفصل لمراتب الوجود ، المبين | لتفاصيل الصفات وأحكام تجلياتها ، المميز لمعاني الأسماء وأحكام الأفعال فيها وهو | | معنى قوله فيها : ! 2 < فيها يفرق كل أمر حكيم > 2 ! أو إلى إنزال الروح المحمدي الذي هو | الكتاب المبين حقيقة في صورتها أو القرآن ! 2 < إنا كنا منذرين > 2 ! لأهل العالم بوجوده . | | ! 2 < أمرا من عندنا > 2 ! خص المر الحكمي بكونه من عنده لأن كل أمر يبتني على | حكمة وصواب كما ينبغي من الشرائع والأحكام الفقهية إنما يكون من عنده مخصوصا به | مطلقا لما في نفس الأمر وإلا كان أمرا مبنيا على الهوى والتشهي ! 2 < إنا كنا مرسلين رحمة من ربك > 2 ! تامة كاملة على العالمين بإنزاله لاستقامة أمورهم الدينية والدنيوية | وصلاح معاشهم ومعادهم وظهور الخير والكمال والبركة والرشاد فيهم بسببه أو مرسلين | إياك لرحمة كاملة شاملة عليهم ! 2 < إنه هو السميع > 2 ! لأقوالهم المختلفة في الأمور الدينية | الصادرة عن أهوائهم ! 2 < العليم > 2 ! بعقائدهم الباطلة وآرائهم الفاسدة وأمورهم المخيلة | ومعايشهم الغير المنتظمة ، فلذلك رحمهم بإرسال الرسول الهادي إلى الحق في أمر | الدين ، الناظم لمصالحهم في أمر الدنيا . المرشد إلى الصواب فيهما بتوضيح الصراط | المستقيم وتحقيق التوحيد بالبرهان وتقنين الشرائع وسنن الأحكام لضبط النظام . |