@ 100 @ | يا أيها الناس ) ^ أي : نادى القوى البدنية وقت الرياسة عليها ، وقال : ^ ( علمنا منطق | الطير ) ^ القوى الروحانية ^ ( وأوتينا من كل شيء ) ^ من المدركات الكلية والجزئية | والكمالات الكسبية والعطائية ^ ( إن هذا لهو الفضل المبين ) ^ أي : الكمال الظاهر الراجح | صاحبه على غيره . | | ^ ( وحشر لسليمان جنوده ) ^ من جن القوى الوهمية والخيالية ودواعيها ، وإنس | الحواس الظاهرة ، وطير القوى الروحانية بتسخيره ريح الهوى وتسليطه عليها بحكم | العقل العملي ، جالسا على كرسي الصدر ، موضوعا على رفوف المزاج المعتدل ^ ( فهم | يوزعون ) ^ يحبس أولهم على آخرهم ويوقفون على مقتضى الرأي العقلي لا يتقدم | بعضهم بالإفراط ولا يتأخر البعض بالتفريط . | .
تفسير سورة النمل من [ آية 18 - 19 ] | | ^ ( حتى إذا أوتوا على وادي النمل ) ^ أي : نمل الحرص في جمع المال والأسباب في | السير على طريق الحكمة العملية وقطع الملكات الردية ^ ( قالت نملة ) ^ هي ملكة الشره ، | ملكة دواعي الحرص . وكانت على ما قيل : عرجاء ، لكسر العاقلة رجلها ومنعها | بمخالفة طبعها عن مقتضاه من سرعة سيرها ^ ( يا أيها النمل ) ^ أي : الدواعي الحرصية | الفائتة الحصر ^ ( ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده ) ^ أي : اختبئوا في مقاركم | ومحالكم ومباديكم لا يكسرنكم القلب والقوى الروحانية بالإماتة والإفناء . وهذا هو | السير الحكمي باكتساب الملكات الفاضلة وتعديل الأخلاق وإلا لما بقيت للنملة الكبرى | ولصغارها عين ولا أثر في الفناء بتجليات الصفات ^ ( فتبسم ضاحكا من قولها ) ^ أي : | استبشر بزوال الملكات الرديئة وحصول الملكات الفاضلة ودعا ربه بالتوفيق لشكر هذه | النعمة التي أنعم بها عليه بالاتصاف بصفاته وأفعاله والفناء عن أفعال نفسه وصفاتها . | وعلى والديه ، أي : الروح والنفس بكمال الأول وتنوره وقبول الثانية وتأثرها بقوله : | ^ ( رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه ) ^ | بالاستقامة في القيام بحقوق تجليات صفاتك والعبادات القلبية لوجهك ونور ذاتك | ^ ( وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ) ^ أي : بكمال ذاتك في زمرة الكمل الذين هم | سبب صلاح العالم وكمال الخلق . | .
تفسير سورة النمل من [ آية 20 |