@ 25 @ | ضبط عقلك من النفس المؤتلفة بشعاع القدس المضيئة بنور الحق ! 2 < تلقف ما صنعوا > 2 ! ما | زخرفوا وزوروا من الشبهات والتمويهات الباطلة والأباطيل المزخرفة بالحجج النيرة | والبراهين الواضحة ! 2 < إنما صنعوا > 2 ! وتلقفوا ! 2 < كيد ساحر > 2 ! أي : تمويه وتزوير ! 2 < فألقي السحرة سجدا > 2 ! منصفين مذعنين مقرين بكونه على الحق لما عرفوا من صدق البينة | وظهور المعجزة وقيام الحجة وجلية البرهان ! 2 < قالوا آمنا > 2 ! الإيمان اليقيني لأنهم كوشفوا | بالحق فعرفوا ربوبيته للكل ، وإنما أضافوا الرب إليهما مع تعميم الإضافة إلى العالمين | لزيادة اختصاصهما به وفضل ربوبيته إياهما ، فإنه يرب كل شيء باسم يناسبه ويقتضيه | استعداده ويربهما بأكبر أسمائه الحسنى على حسب كمال استعدادهما ولظهوره فيهما | بكمالات صفاته وتجليه عليهم فيهما بآياته ، فعلموا أنهم من شكوتهما عرفوا ما عرفوا ، | وبوسيلتهما وصلوا إلى ما وصلوا ، وبتبعيتهما وجدوا ما وجدوا ، لا على سبيل | الاستقلال . واعلم أن الساحر أقرب الناس استعدادا من النبي صلى الله عليه وسلم لأن مبادئ خوارق | العادات أمور ثلاثة : إما خواص التراكيب وتمزيجات المواد العنصرية والصور وجمع | الأخلاط المختلفة المزاج والجوهر وهو من باب النيرنجات . وإما جمع القوى السماوية | والأرضية بإعداد الصور السفلية والمواد العنصرية لاستجلاب فيض النفوس السماوية | واتصالها بقوى الأجرام الأرضية وهو من باب الطلسمات ، وإما تأثير النفوس وهيئاتها | المستفادة من العالم العلوي وهو من الكامل المبعوث للنبوة القائم بالدعوة إعجاز ومن | الواصل المحق والمترقي إلى ذروة الولاية غير المبعوث للنبوة كرامة . والفرق بينهما أن | الإعجاز مقارن للتحدي والمعارضة دون الكرامة ومن المقبل على الدنيا المعرض عن | العالم الأعلى سحر ، فكانت نفس الساحر في بدء فطرتها قوية مخصوصة بهيئات مؤثرة | في هذا العالم وأجرامه إلا أنها أعرضت عن مبدئها بالركون إلى العالم السفلي وانقطعت | عن أصل القوى والقدر ومنبع التأثير والقهر بالميل إلى عالم الطبع ، فلا يزال يضعف ما | فيها من الهيئة النورية والشعاع القدسي كما لا يزال يزداد في نفس النبي والولي بالإقبال | على الحق والائتلاف بنور القدس والتأييد بالقوة الملكوتية والتوجه إلى الحضرة الإلهية | ولا جرم ينكسر من النبي صلى الله عليه وسلم حين عارضه وينقمع بنفسه إذا قابله ، فهو أعرف الناس بالنبي | عند عجزه وإنكاره وأقبل الخلق لدعوته وأنواره ، وأسبقهم إلى الإقرار به لكونه أقربهم | في الاستعداد إليه ما لم يبطل استعداده الأول بالكلية ولم يغلب عليه دين الطبيعة | السفلية . | .
تفسير سورة طه من [ آية 72 - 73 ] | | ! 2 < لن نؤثرك > 2 ! كلام صادر من عظم الهمة الحاصلة للنفس بقوة اليقين ، إذ قوة |