@ 23 @ | .
تفسير سورة طه من [ آية 56 - 63 ] | | ! 2 < أريناه آياتنا > 2 ! من الحجج والبينات الدالة على التجرد عن المواد ووجود الأنوار | ! 2 < فكذب > 2 ! لكونها مادة ! 2 < وابي > 2 ! القبول لامتناع إدراكها للمجردات وأنكر إزعاجها عن | وكرها البدني بقوله : ! 2 < أجئتنا لتخرجنا من أرضنا > 2 ! ونسب البرهان إلى السحر لقصورها | عن إدراكه وعجزها عن قبوله وأغرى القوى التخيلية والوهمية على المعارضة والمجادلة | وقلما أذعنت النفس للبرهان النير والحق البين بدون الرياضة والإماتة ، وكلما أورد عليها | حرضت الوهم والتخيل على التشكيك والقدح . والموعد هو وقت تركيب الحجة | وترتيب المقامات وذلك وقت زينة النفس الناطقة بالمدركات وحشر القوى العقلية | والروحانية لاستحضار المعلومات والمخزونات ! 2 < ضحى > 2 ! إشراق نور شمس العقل | الفعال إذ هناك تعرض النفس عن قبولها ويجمع كيدها من أنواع المغالطات والوهميات | ويقمعها القلب باليقينيات وإظهار أكاذيبها المفتريات . والتنازع الواقع بين القوى النفسانية | هو عدم مسالمتها في طاعة القلب وانجذاب كل منها إلى لذته متمانعة متخالفة . | وإسرارها النجوى استبطان الكل الدواعي المخالفة للقلب مع تخالفها في أنفسها . | ونسبتها إلى السحر إشارة إلى عجزها عن إدراك معانيها وخفاء براهينها عليها . والطريق | المثلى ، أي : الفضلى عندها هي تحصيل اللذات الحسية والانهماك في الشهوات | البدنية . وإلقاؤها أولا إشارة إلى تقدم الوهميات والخياليات في الوجود الإنساني على | العقليات واليقينيات عند السلوك وإلا ما احتيج إلى البرهان القاطع والدليل الواضح وإلى | أن الواجب على الداعي إلى الحق أولا نقض الباطل ودفع الشبهة بالحجة ليزول الاعتقاد | الفاسد ويتمكن استقرار الحق . والحبال والعصي هي المغالطات والسفسطات من الشبهة | الجدلية التي تكاد تتمشى وتغلب على القلب لولا تأييد الحق بنور الروح والعقل وهو | معنى قوله : ! 2 < لا تخف إنك أنت الأعلى وألق ما في يمينك > 2 ! [ طه ، الآيات : 68 - 69 ] العاقلة | النظرية من البرهان المعتمد عليه يفن مصنوعاتهم المزخرفة وأباطيلهم المموهة ، | فتضمحل وتتلاشى . إنما صنعوا كيد تزوير ومكر لا حقيقة له لا ما صنعت كما زعموا ، | فألقي السحرة سجدا فانقادت حينئذ القوى الوهمية والخيالية والتخييلية والحسية عند |