@ 10 @ | .
تفسير سورة مريم من [ آية 61 - 65 ] | | ! 2 < جنات عدن > 2 ! مرتبة بحسب درجاتهم في مقام النفس والقلب والروح ! 2 < التي وعد الرحمن > 2 ! المفيض بجلائل النعم وأصولها وعمومها ! 2 < عباده بالغيب > 2 ! في حالة كونهم | غائبين عنها ! 2 < إلا سلاما > 2 ! أي : ما يسلمهم من النقائض ويجردهم عن المواد من المعارف | والحكم ! 2 < ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا > 2 ! أي : دائما أو بكرة في جنة القلب وقت ظهور نور | شمس الروح ، وعشيا في جنة النفس وقت غروبه . | | ! 2 < تلك الجنة > 2 ! المطلقة التي تقع على واحدة منها ! 2 < التي نورث من عبادنا من كان تقيا > 2 ! مطلقا بحسب تقواه ، فإن اتقى الرذائل والمعاصي نورثه جنة النفس أي جنة الآثار ، | وإن اتقى أفعاله بالتوكل فله جنة القلب وحضور تجليات الأفعال ، وإن اتقى صفاته في | مقام القلب فله جنة الصفات ، وإن اتقى ذاته ووجوده بالفناء في الله فله جنة الذات . | | ! 2 < وما نتنزل إلا بأمر ربك > 2 ! تنزل الملائكة واتصال النفس بالملأ الأعلى إنما يكون | بأمرين : استعداد أصلي وصفاء فطري يناسب به جوهر الروح العالم الأعلى ، واستعداد | حالي بالتصفية والتزكية ولا يكفي مجرد حصولها فيه ، بل المعتبر هو الملائكة . ألا ترى | إلى قوله : ! 2 < إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة > 2 ! [ فصلت ، | الآية : 30 ] كيف رتب التنزل على الاستقامة التي هي التمكين الدال على الملكة . وإلى | قوله في تنزل الشياطين : ! 2 < تنزل على كل أفاك أثيم > 2 ! [ الشعراء ، الآية 222 ] كيف أورد | في حصول استعداد تنزلهم بناء المبالغة الدال على الملكة والدوام فكذا لا تتنزل الملائكة | إلا على الصديق الخير . وهذا الاستعداد الثاني إذا اجتمع مع الأول كان علامة إذن الحق | وأمره ، إذ الفيض عام ، تام ، غير منقطع ، فحيث تأخر إنما تأخر لعدم الاستعداد ، فلذا لما | استبطأ الوحي وقل صبره نزلت ، أي : ما نتنزل باختيارنا بل باختياره ، وأمره ليس إلا . | | ! 2 < له ما بين أيدينا > 2 ! من أطوار الجبروت التي فوقنا وتتقدم أطوارنا التي وجوهنا | إليها ولا يحيط علمنا بها ! 2 < وما خلفنا > 2 ! من أطوار الملكوت الأرضية التي دون أطوارنا | ! 2 < وما بين ذلك > 2 ! من الأطوار الملكوتية التي نحن فيها ، كلهم في ملكة قهره وتحت | سلطنة أمره وإحاطة علمه ! 2 < وما كان ربك نسيا > 2 ! ينسى شيئا يستعد لكمال فلا يفيض عليه | أو تاركا لمستحق بدون حقه بل يحيط بكل الاستعدادات علما ويفيض الكمال عليها | وينزل متقضاها مع الحصول دفعة فإن تأخر الوحي فإنما كان من جهتك لا من جهته هو |