@ 4 @ | الأزل بعين في الدم ويقتضي باستعدادها سعادة تناسبها وهو عين إرادته تعالى ذلك | الكمال لها عند وجودها فلا بد من هداية لها إليه ، والهداية إنما تتم بالتوفيق ، وهو | ترتيب الأسباب الموافقة لذلك المطلوب المؤدية إليه ، ولم يجدها موافقة ووجد خلافها | فخاف واعتذر إليه بالخوف من الموالي لعدم صلاحيتهم لذلك ، فأجابه باسمه الواقي ، | فوقاه شرهم ، وبامتناع وجود الولي من نسله لعدم الأسباب بقوله : ! 2 < وكانت امرأتي عاقرا > 2 ! فأجابه باسمه العليم لأنه علم عدم الأسباب الذي تعلل به محتجا بها عن | المسبب وعلم وجوده مع عدمها وما علمه لا بد من كونه ، كما قالت الملائكة لامرأة | إبراهيم عليه السلام : ! 2 < كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم > 2 ! [ الذاريات ، الآية : 30 ] . | | ولما بشره بالولد ، وهداه إلى مقتضى العلم ، تعجب منه لضراوته في عالم | الأسباب بالحكمة وكرر التعلل بعدم الأسباب بقوله : ! 2 < أنى يكون لي غلام > 2 ! الخ ، لأنه | كان يطلب ولدا حقيقيا يلي أمره ويحذو حذوه ويسلك طريقه في القيام بأمر الدين وإن | لم يكن من نسله لعدم أهلية مواليه لذلك ، فكرر البشارة وهداه إلى سهولة ذلك في | قدرته ، فالتمس علامة تدل عليه ، فهداه إليها وأنجز وعده باسمه الصادق فرحمه بهبة | يحيى له . فاقتضت الأحوال الأربعة مع حال الوعد والبشارة إجابته بالرحمة عليه | بالأسماء الخمسة . فعلى هذا يكون ( ك ) إشارة إلى الكافي الذي اقتضاه حال ضعفه | وشيخوخته وعجزه و ( ه ) إشارة إلى الهادي الذي اقتضاه عنايته به وإرادة مطلوبة له | و ( ي ) إشارة إلى الواقي الذي اقتضاه حال خوفه من الموالي و ( ع ) إشارة إلى العالم | الذي اقتضاه إظهاره لعدم الأسباب و ( ص ) إشارة إلى الصادق الذي اقتضاه الوعد . | ومجموع الأسماء الخمسة هو : الرحيم بهبة الولد ، وإفاضة مطلوبه في هذه الأحوال . | فذكر هذه الحروف وتعدادها إشارة إلى أن ظهور هذه الصفات التي حصل بها هذه | الأسماء هو ظهور رحمة عبده زكريا وقت ندائه وذكرها ذكر تلك الرحمة التي هي وجود | يحيى عليه السلام . ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( ك ) عبارة عن الكافي و ( ه ) | عن الهادي و ( ي ) عن الواقي و ( ع ) عن العالم و ( ص ) عن الصادق والله علم . | | والتطبيق أن يقال : نادى زكريا الروح في مقام استعداد العقل الهيولاني نداء خفيا ، | واشتكى ضعفه ، وتوسل بعنايته ، واشتكى خوف موالي القوى النفسانية وعقر امرأة | النفس بولد القلب ! 2 < فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب > 2 ! العقل الفعال | ! 2 < واجعله رب رضيا > 2 ! موصوفا بالكمالات المرضية ! 2 < نبشرك بغلام > 2 ! القلب ! 2 < اسمه يحيى > 2 ! لحياته أبداً ! 2 < رب اجعل لي آية > 2 ! أتوصل بها إليه ! 2 < آيتك ألا تكلم > 2 ! ناس | الحواس بالشواغل الحسية والمخالطة بالأمور الطبيعية ! 2 < فأوحى إليهم أن سبحوا > 2 ! أي : | كونوا على عبادتكم المخصوصة بكل واحد منكم بالرياضة وترك الفضول دائما . |