@ 381 @ | | ثم عد الصفات الإضافية كالخلق والرزق ، وفصل النعم المتعددة كالنعم | وغيرها . ولما ظهر الحق والخلق ظهر طريق الحق والباطل ، فقال : ! 2 < وعلى الله قصد السبيل > 2 ! أي : عليه لزوم السبيل المستقيم والهداية إليها لأهله ، كما قال : ! 2 < إن ربي على صراط مستقيم > 2 ! [ هود ، الآية : 56 ] أي : كل من كان على هذا الصراط الذي هو طريق | التوحيد لا بد وأن يكون من أهله تعالى لأنه طريقه الذي يلزمه . ومن السبيل ! 2 < جائر > 2 ! | يعني بعض السبل ، وهي السبل المتفرقة مما عدا سبيل التوحيد جائر عادل عن الحق ، | موصل إلى الباطل لا محالة ، فهي سبيل الضلالة كيفما كانت . ولم يشأ هداية الجميع | إلى السبيل المستقيم لكونها تنافي الحكمة . ! 2 < الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم > 2 ! | قد مر أن السابقين الموحدين يتوفاهم الله تعالى بذاته ، وأما الأبرار والسعداء فقسمان : | فمن ترقى عن مقام النفس بالتجرد ووصل إلى مقام القلب بالعلوم والفضائل يتوفاهم | ملك الموت ، ومن كان في مقام النفس من العباد والصلحاء والزهاد والمتشرعين الذين | لم يتجردوا عن علائق البدن بالتزكية والتحلية تتوفاهم ملائكة الرحمة بالبشرى بالجنة ، | أي : جنة النفس التي هي جنة الأفعال والآثار . وأما الأشرار الأشقياء فكيفما كانوا |