@ 335 @ | حصل في سائر الأوقات من التفرقة والكدورة . ولما كانت القوى الطبيعية المدبرة لأمر | الغذاء سلطانها في الليل وهي تجذب النفس إلى تدبير البدن بالنوم عن عالمها | الروحاني وتحجزها عن شأنها الخاص بها الذي هو مطالعة الغيب ومشاهدة عالم | القدس يشغلها باستعمال آلات الغذاء لعمارة الجسد ، فتسلبها اللطافة والطراوة | وتكدرها بالغشاوة . واحتيج إلى تلطيفها وتصفيتها باليقظة وتنويرها وتطريتها بالصلاة | فقال : ^ ( وزلفاً من الليل ) ^ ذلك الذي ذكر من إقامة الصلاة في الأوقات المذكورة | وإذهاب السيئات بالحسنات تذكير لمن يذكر حاله عند الحضور مع الله في الصفاء | والجمعية والأنس والذوق ! 2 < واصبر > 2 ! بالله في الاستقامة ومع الله في الحضور في | الصلاة وعدم الركون إلى الغير ^ ( فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) ^ الذين يشاهدونه في | حال القيام بحقوق الاستقامة ومراعاة العدالة والقيام بشرائط التعظيم في العبادة . | | [ تفسير سورة هود من آية 118 إلى آية 119 ] | | ^ ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ) ^ متساوية في الاستعداد متفقة على دين | التوحيد ومقتضى الفطرة ^ ( ولا يزالون مختلفين ) ^ في الوجهة والاستعداد ^ ( إلا من رحم | ربك ) ^ بهدايته إلى التوحيد وتوفيقه للكمال ، فإنهم متفقون في المذهب والمقصد | وموافقون في السيرة والطريقة ، قبلتهم الحق ، ودينهم التوحيد والمحبة ^ ( ولذلك ) ^ | الاختلاف ^ ( خلقهم ) ^ ليستعد كل منهم لشأن وعمل ، ويختار بطبعه أمراً وصنعة ، | ويستتب بهم نظام العالم ، ويستقيم أمر المعاش ، فهم محامل لأمر الله حمل عليهم | حمول الأسباب والأرزاق وما يتعيش به الناس ، ورتب بهم قوام الحياة الدنيا كما أن | الفئة المرحومة مظاهر لكماله ، أظهر الله بهم صفاته وأفعاله وجعلهم مستودع حكمه | ومعارفه وأسراره . ! 2 < وتمت كلمة ربك > 2 ! أي : أحكمت وأبرمت وثبتت وهي هذه | ^ ( لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ) ^ لأن جهنم رتبة من مراتب الوجود لا يجوز | في الحكمة تعطيلها وإبقاؤها في كتم العدم مع إمكانها . | | [ تفسير سورة هود من آية 120 إلى آية 123 ] | | ^ ( وكلا نقص عليكم من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ) ^ أي : لما أطلعناك على |