@ 260 @ | | ! 2 < إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام > 2 ! أي : اختفى في صور | سماء الأرواح وأرض الأجساد في ستة آلاف سنة لقوله تعالى : ! 2 < وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون > 2 ! [ الحج ، الآية : 47 ] أي : من لدن خلق آدم إلى زمان محمد | عليهما الصلاة والسلام لأن الخلق هو اختفاء الحق في المظاهر الخلقية وهذه المدة | من ابتداء دور الخفاء إلى ابتداء الظهور الذي هو زمان ختم النبوة وظهور الولاية ، كما | قال صلى الله عليه وسلم : ' إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله في السموات والأرض ' ، لأن | ابتداء الخفاء بالخلق هو انتهاء الظهور ، فإذا انتهى الخفاء إلى الظهور عاد إلى أول | الخلق كما مر ، ويتم الظهور بخروج المهدي عليه السلام في تتمة سبعة أيام ولهذا | قالوا : مدة الدنيا سبعة آلاف سنة . ! 2 < ثم استوى على العرش > 2 ! أي : عرش القلب | المحمدي بالتجلي التام فيه بجميع صفاته كما ذكر في معنى ( ص ) ! 2 < يغشى > 2 ! ليل البدن | وظلمة الطبيعة نهار نور الروح ! 2 < يطلبه > 2 ! بتهيئته واستعداده لقبوله باعتدال مزاجه سريعاً ، | وشمس الروح وقمر القلب ونجوم الحواس ! 2 < مسخرات بأمره > 2 ! الذي هو الشأن | المذكور في قوله تعالى : ! 2 < كل يوم هو في شأن > 2 ! [ الرحمن ، الآية : 29 ] . ! 2 < ألا له > 2 ! الإيجاد | بالقدرة والتصريف بالحكمة ، أو ألا له التكوين والإبداع . وإن حمل السموات | والأرض على الظاهر فالأيام الستة هي الجهات الست ، إذ يعبر عن الحوادث بالأيام | كقوله تعالى : ^ ( وذكرهم بأيم الله ) ^ [ إبراهيم ، الآية : 5 ] أي : خلق عالم الأجسام في | الجهات الست ثم استعلى متمكناً على العرش بالتأثير فيه بإثبات صور الكائنات عليه . | وللعرش ظاهر وباطن ، فظاهره هو السماء التاسعة التي تنتقش فيها صور الكائنات | بأسرها ويتبع وجودها وعدمها المحو والإثبات فيها على ما سيأتي في تأويل قوله | تعالى : ^ ( يمحوا الله ما يشاء ويثبت ) ^ [ الرعد ، الآية : 39 ] إن شاء الله . وباطنه هو العقل | الأول المرتسم بصور الأشياء على وجه كلي ، المعبر عنه ببطنان العرش كما جاء : | ' نادى منادى من بطنان العرش ' ، وهو محل القضاء السابق ، فالاستواء عليه قصد | الاستعلاء عليه بالتأثير في إيجاد الأشياء بإثبات صورها عليه قصداً مستوياً من غير أن | يلوي إلى شيء غيره . |