@ 45 @ | | ! 2 < هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا > 2 ! أي : الجهة السفلية التي هي العالم | العنصري جميعاً لكونها مبادئ خلقكم ومواد وجودكم وبقائكم ! 2 < ثم استوى > 2 ! أي : | قصد قصداً مستوياً إلى الجهة العلوية ، وثم للتفاوت بين الجهتين والإيجادين الإبداعي | والتكويني لا للتراخي بين الزمانين ليلزم تقدم خلق الأرض على السماء . | | فعدلهن سبع سموات بحسب ما تراه العامة ، إذ الثامن والتاسع هو الكرسي | والعرش الظاهران . والحقيقة أن الجهة السفلية هي العالم الجسماني كالبدن وأعضائه | لدنو رتبته بالنسبة إلى العالم الروحاني الذي هو الجهة العلوية المعبر عنها بالسماء . | وثم للتفاوت بين الخلق والأمر . وسواهن سبع سموات إشارة إلى مراتب عالم | الروحانيات ، فالأول : هو عالم الملكوت الأرضية والقوى النفسانية والجن . والثاني : | عالم النفس . والثالث : عالم القلب . والرابع : عالم العقل . والخامس : عالم السر . | والسادس : عالم الروح . والسابع : عالم الخفاء الذي هو السر الروحي غير السر | القلبي . وإلى هذا أشار أمير المؤمنين عليه السلام بقوله : ( ( سلوني عن طرق السماء ، | فإني أعلم بها من طرق الأرض ) ) ، وطرقها : الأحوال والمقامات كالزهد ، والتوكل ، | والرضا ، وأمثالها . | | واعلم أن العقل باصطلاح الحكمة هو الروح باصطلاح أهل التصوف ، والذي | سميناه ههنا بالعقل على اصطلاح المتصوفة هو القوة العاقلة التي للنفس الناطقة عند | الحكماء . ولهذا قالت المتصوفة : العقل هو موضع صقيل من القلب ، متنور بنور | الروح . والقلب هو النفس الناطقة ، فاحفظه لئلا يتشوش الفهم باختلاف الاصطلاح . | [ آية 30 ] | ! 2 < وإذ قال ربك للملائكة > 2 ! إذ : إشارة إلى السرمد الذي هو من الأزل إلى الأبد ، | والقول هو إلقاء معنى تعلق مشيئة الله تعالى بإيجاد آدم في الذوات القدسية الجبروتية | التي هي الملائكة المقربون والأرواح المجردة والملكوتية التي هي النفوس السماوية إذ | كل ما يحدث في عالم الكون له صورة قبل التكوين في عالم الروح الذي هو عالم | القضاء السابق ، ثم في عالم القلب الذي هو قلب العالم المسمى باللوح المحفوظ ، | ثم في عالم النفس أي : نفس العالم الذي هو لوح المحو والإثبات المعبر عنه بالسماء | الدنيا في التنزيل كما قال تعالى : ^ ( وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم ) ^ | [ أية 21 ] [ الحجر ، الآية : 21 ] ، فذلك قوله تعالى للملائكة : ! 2 < إني جاعل في الأرض خليفة > 2 ! واعتبر بحالك في نفسك ، فإن كل ما يظهر على جوارحك التي هي عالم |