@ 139 @ | ! 2 < لعلكم تهتدون > 2 ! إلى جماله وتجلي ذاته . | | ! 2 < ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير > 2 ! أي : ليكن من جملتكم جماعة عالمون ، | عاملون ، عارفون ، أولو استقامة في الدين كشيوخ الطريقة ! 2 < يدعون إلى الخير > 2 ! فإن | من لم يعرف الله لم يعرف الخير ، إذ الخير المطلق هو الكمال المطلق الذي يمكن | للإنسان بحسب النوع من معرفة الحق تعالى ، والوصول إليه ، والإضافي ما يتوصل به | إلى المطلق أو الكمال المخصوص بكل أحد على حسب اقتضاء استعداده الخاص . | فالخير المدعو إليه ، إما الحق تعالى ، وإما طريق الوصول . | | والمعروف كل أمر واجب أو مندوب في الدين ، يتقرب به إلى الله تعالى ، | والمنكر كل محرم أو مكروه يبعد عن الله تعالى ويجعل فاعله عاصياً أو مقصراً | مذموماً . فمن لم يكن له التوحيد والاستقامة ، لم يكن له مقام الدعوة ولا مقام الأمر | بالمعروف والنهي عن المنكر ، لأن غير الموحد ربما يدعو إلى طاعة غير الله وغير | المستقيم في الدين وإن كان موحداً ربما أمر بما هو معروف عنده ، منكر في نفس | الأمر وربما نهى عما هو منكر عنده ، معروف في نفس الأمر ، كمن بلغ مقام الجمع | واحتجب بالحق عن الخلق ، فكثيراً ما يستحل محرماً كبعض المسكرات والتصرف في | أموال الناس ، ويحرم حلالاً بل مندوباً كتواضع الخلق ومكافأة الإحسان وأمثال ذلك | ! 2 < وأولئك هم > 2 ! الأخصاء بالفلاح ، الذين لم يبق لهم حجاب وهم خلفاء الله في | أرضه . | | ! 2 < ولا تكونوا > 2 ! ناشئين بمقتضى طباعكم غير متابعين لإمام ولا متفقين على كلمة | واحدة باتباع مقدم يجمعكم على طريقة واحدة ! 2 < كالذين تفرقوا > 2 ! واتبعوا الأهواء | والبدع ! 2 < واختلفوا من بعد ما جاءهم > 2 ! الحجج العقلية والشرعية الموجبة لاتحاد | الوجهة ، واتفاق الكلمة . فإن للناس طبائع وغرائز مختلفة وأهواء متفرقة ، وعادات | وسيراً متفاوتة ، مستفادة من أمزجتهم وأهويتهم ، ويترتب على ذلك فهوم متباينة ، | وأخلاق متعادية ، فإن لم يكن لهم مقتدى وإمام تتحد عقائدهم وسيرهم وآراؤهم | بمتابعته ، وتتفق كلماتهم وعاداتهم وأهواؤهم بمحبته وطاعته كانوا مهملين متفرقين | فرائس للشيطان كشريدة الغنم تكون للذئب ، ولهذا قال أمير المؤمنين علي عليه | السلام : ' لا بد للناس من إمام بر أو فاجر ' . ولم يرسل نبي الله صلى الله عليه وسلم رجلين فصاعداً | لشأن إلا وأمر أحدهما على الآخر وأمر الآخر بطاعته ومتابعته ليتحد الأمر وينتظم ، | وإلا وقع الهرج والمرج ، واضطرب أمر الدين والدنيا ، واختل نظام المعاش والمعاد . | | قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ' من فارق الجماعة قيد شبر لم ير بحبوحة الجنة ' . وقال |