@ 137 @ | | ! 2 < إن أول بيت وضع للناس > 2 ! قيل : هو أول بيت ظهر على وجه الماء عند خلق | السماء والأرض ، خلقه قبل الأرض بألفي عام ، وكان زبدة بيضاء على وجه الماء ، | فدحيت الأرض تحته . فالبيت إشارة إلى القلب الحقيقي ، وظهوره على وجه الماء | تعلقه بالنطفة عند سماء الروح الحيواني ، وأرض البدن وخلقه قبل الأرض إشارة إلى | قدمه ، وحدوث البدن وتعيينه بألفي عام إشارة إلى تقدمه على البدن بطورين : طور | النفس ، وطور القلب . تقدماً بالرتبة ، إذ الألف رتبة تامة كما سبقت الإشارة إليه ، | وكونه زبدة بيضاء إشارة إلى صفاء جوهره ، ودحو الأرض تحته إشارة إلى تكون البدن | من تأثير ، وكون أشكاله وتخطيطاته وصور أعضائه تابعة لهيئاته فهذا تأويل الحكاية . | | واعلم أن محل تعلق الروح بالبدن ، واتصال القلب الحقيقي به أولاً هو القلب | الصوري ، وهو أول ما يتكون من الأعضاء ، وأول عضو يتحرك وآخر عضو يسكن | فيكون أول بيت وضع للناس ! 2 < للذي ببكة > 2 ! الصدر صورة أو أول متعبد ومسجد | وضع للناس للقلب الحقيقي الذي ببكة الصدر المعنوي ، وذلك الصدر أشرف مقام من | النفس وموضع ازدحامات القوى المتوجهة إليه ! 2 < مباركا > 2 ! ذا بركة إلهية من الفيض | المتصل منه بجميع الوجود والقوة والحياة ، فإن جميع القوى التي في الأعضاء تسري | منه أولاً إليها ! 2 < وهدى للعالمين > 2 ! سبب هداية ونور يهتدى به إلى الله ! 2 < فيه آيات بينات > 2 ! من العلوم والمعارف والحكم والحقائق ! 2 < مقام إبراهيم > 2 ! أي : العقل الذي هو | موضع قدم إبراهيم الروح ، يعني محل اتصال نوره من القلب ! 2 < ومن دخله > 2 ! من | السالكين والمتحيرين في بيداء الجهالات ! 2 < كان آمنا > 2 ! من إغواء سعالى المتحيلة ، | وعفاريت أحاديث النفس ، واختطاف شياطين الوهم ، وجن الخيالات ، واغتيال سباع | القوى النفسانية وصفاتها . | | ! 2 < ولله على الناس حج > 2 ! هذا ! 2 < البيت > 2 ! والطواف به ! 2 < من استطاع إليه سبيلا > 2 ! | من السالكين ، المستعدين الصادقين في الإرادة ، القادرين على زاد التقوى ، وراحلة | قوة العزم دون من عداهم من الضعاف في الاستعداد ، القاعدين من الضعف والمرض | وسائر الموانع الخلقية أو العارضة النفسانية أو البدنية ! 2 < ومن كفر > 2 ! أي : حجب | استعداده مع القدرة وأعرض عنه بهوى النفس ! 2 < فإن الله غني > 2 ! عنه و ! 2 < عن العالمين > 2 ! | كلهم ، أي : لا يلتفت إليه لبعده وكونه غير قابل لرحمته في ذل الحجاب ، وهو أن | الحرمان مخذولاً مردوداً . |