@ 135 @ إلى آية 90 ] | | ! 2 < ومن يبتغ غير الإسلام دينا > 2 ! المراد من الإسلام ههنا : التوحيد الذي هو دين | الله في قوله : ! 2 < أسلمت وجهي لله > 2 ! وهو المذكور في الآية التي قبلها ، وما وصف | شموله لجميع الأديان ويلزمه الانقياد التام الطوعي المذكور في فاصلة الآية بقوله : | ! 2 < ونحن له مسلمون > 2 ! [ البقرة ، الآية : 133 ] ، ! 2 < فلن يقبل منه > 2 ! لعدم وصول دينه إلى الحق | تعالى لمكان الحجاب ! 2 < وهو في الآخرة من الخاسرين > 2 ! الذين خسروا باشترائهم | أنفسهم وما حجبوا به بالحق . | | ! 2 < كيف يهدي الله قوما > 2 ! إلى آخره ، أنكر هدايته تعالى لقوم قد هداهم أولاً | بالنور الاستعدادي إلى الإيمان ، ثم بالنور الإيماني إلى أن عاينوا حقية الرسول صلى الله عليه وسلم | وأيقنوا بحيث لم يبق لهم شك ، وانضم إليه الاستدلال العقلي بالبينات ثم ظهرت | نفوسهم بعد هذه الشواهد كلها بالعناد واللجاج وحجبت أنوار قلوبهم وعقولهم | وأرواحهم الشاهدة ثلاثتها بالحق للحق لشؤم ظلمهم وقوة استيلاء نفوسهم الأمارة | عليهم الذي هو غاية الظلم ، فقال : ! 2 < والله لا يهدي القوم الظالمين > 2 ! لغلظ حجابهم | وتعمقهم في البعد عن الحق ، وقبول النور وهم قسمان : قسم رسخت هيئة استيلاء | النفوس الأمارة على قلوبهم فيهم وتمكنت وتناهوا في الغي والاستشراء ، وتمادوا في | البعد والعناد ، حتى صار ذلك ملكة لا تزول ، وقسم لم يرسخ ذلك فيهم بعد ولم | يصر على قلوبهم ريناً ، ويبقى من وراء حجاب النفس مسكة من نور استعدادهم عسى | أن تتداركهم رحمة من الله وتوفيق ، فيندموا ويستحيوا بحكم غريزة العقول . فأشار إلى | القسم الأول بقوله : ! 2 < إن الذين كفروا بعد إيمانهم > 2 ! إلى آخره . وإلى الثاني بقوله : | ! 2 < إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا > 2 ! بالمواظبة على الأعمال والرياضات ما | أفسدوا . | | [ تفسير سورة آل عمران من آية 91 إلى آية 95 |