@ 133 @ | | إلى آية ] ! 2 < سواء بيننا وبينكم > 2 ! أي : لم يختلف في كلمة التوحيد نبي ولا كتاب قط ^ ( وما | كان لبشر أن يؤتيه الله ) ^ الآية : الاستنباء لا يكون إلا بعد مرتبة الولاية والفناء في | التوحيد . ما ينبغي لبشر محا الله بشريته بإفنائه عن نفسه وأثابه وجوداً نورانياً حقانياً | قابلاً للكتاب والحكمة الإلهية ، ثم يدعو الخلق إلى نفسه ، إذ الداعي إلى نفسه يكون | محجوباً بالنفس كفرعون وأضرابه من الذين علموا التوحيد وما وجدوه حالاً وذوقاً ، | ولم يصلوا إلى العيان ونفوسهم باقية ما ذاقت طعم الفناء ، فاحتجبوا بها ، فدعوا | الخلق إلى نفوسهم وهم ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ' شر الناس من قامت القيامة | عليه وهو حي ' . ! 2 < ولكن > 2 ! يقول ! 2 < كونوا ربانيين > 2 ! منسوبين إلى الرب لاستيلاء الربوبية | عليهم وطمس البشرية بسبب كونهم عالمين عاملين معلمين تالين لكتب الله ، أي : | كونوا عابدين مرتاضين بالعلم والعمل والمواظبة على الطاعات حتى تصيروا ربانيين | بغلبة النور على الظلمة ! 2 < ولا يأمركم > 2 ! بتعبد معين والتقيد بصورة ، فإنه حجاب وكفر | ولا يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاحتجاب بعد إسلامكم الوجود لله . | | تفسير سورة آل عمران آية 81 ] | | ! 2 < وإذ أخذ الله ميثاق النبيين > 2 ! إلى آخره ، إن بين النبيين تعارفاً أزلياً بسبب كونهم | أهل الصف الأول ، عرفاء بالله ، وكل عارف يعرف مقام سائر العرفاء ومتعهدهم من | الله بعهد التوحيد عام لبني آدم ، كما ذكر ، وعهد النبيين خاص بهم وبمن يعرفهم بحق | المتابعة ، فقد أخذ الله من النبيين عهدين أحدهما ما ذكر في قوله : ! 2 < وإذ أخذ ربك من بني آدم > 2 ! [ الأعراف ، الآية : 172 ] إلى آخره . وثانيهما ما ذكر في قوله تعالى : ^ ( وإذ أخذنا | من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقاً | غليظاً 7 ) ^ [ الأحزاب ، الآية : 7 ] وهو عهد التعارف بينهم ، وإقامة الدين ، وعدم التفرق | به بتصديق بعضهم بعضاً ودعوة الحق إلى التوحيد ، وتخصيص العبادة بالله تعالى ، | وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم ، وتعريف بعضهم بعضاً إلى أممهم وخصوصه بسبب أن معرفة الله |