@ 130 @ | الماكرين ) ^ إذا غلب مكره . وقال لعيسى : ^ ( إني متوفيك ) ^ أي : قابضك إلي من بينهم | ^ ( ورافعك إلي ) ^ أي : إلى سماء الروح في جواري ^ ( ومطهرك من ) ^ رجز جوار ^ ( الذين | كفروا ) ^ من القوى الخبيثة ومكرهم وخبث صحبتهم ^ ( وجاعل الذين اتبعوك ) ^ من | الروحانيين ^ ( فوق الذين كفروا ) ^ من النفسانيات إلى يوم القيامة الكبرى والوصول إلى | مقام الوحدة ^ ( ثم ) ! 2 < يومئذ > 2 ! ( إلي مرجعكم فأحكم بينكم ) ! 2 < بالحق > 2 ! ( فيما كنتم فيه | تختلفون ) ^ قبل الوحدة من التجاذب والتنازع الواقع من القوى . فأقر كلا في مقره هناك | وأعطيه ما يليق به من عندي فيرتفع التخالف والتنازع . | | [ تفسير سورة آل عمران من آية 56 إلى آية 58 ] | ^ ( فأما الذين كفروا فأعذبهم عذاباً شديداً ) ^ بالحرمان عن مقام القلب ، | والاحتجاب بهيئات أعمالهم ^ ( وأما الذين آمنوا ) ^ من الروحانيات ^ ( وعملوا الصالحات ) ^ | من أنواع التزكية والتحلية والتصفية في إعانة القلب على النفس ومتابعته في التوجه إلى | الحق ^ ( فيوفيهم أجورهم ) ^ من الأنوار القدسية والإشراقات الروحية عليهم ^ ( والله لا | يحب ) ^ الذين ينقصون الأجور من الحقوق . | | وأما التأويل بغير التطبيق ، فهو أنهم مكروا ببعث من يغتال عيسى عليه السلام ، | فشبه لهم صورة جسدانية هي مظهر عيسى روح الله عليه السلام بصورة حقيقة عيسى ، | فظنوها عيسى فقتلوها وصلبوها ، والله رفع عيسى عليه السلام إلى السماء الرابعة لكون | روحه عليه السلام فائضاً من روحانية الشمس ، ولم يعلموا لجهالتهم أن روح الله لا | يمكن قتله . ولما تيقن حاله قبل الرفع قال لأصحابه : ' إني ذاهب إلى أبي وأبيكم | السماوي ' ، أي : أتطهر من عالم الرجس ، وأتصل بروح القدس الواهب الصور ، | المفيض للأرواح والكمالات ، المربي للناس بالنفث في الروح ، فأمدكم من فيضه . | وكان إذ ذاك لا تقبل دعوته ولا يتبع مثله ، فأمر الحواريين بالتفرق بعده في البلاد | والدعوة إلى الحق ، فقالوا : كيف ذاك إذا لم تكن معنا ؟ والآن أنت بين أظهرنا ولا | تجاب دعوتنا ؟ قال : ' علامة إمدادي إياكم قبول الخلق دعوتكم بعدي ' . فلما رفع لم | يدع أصحابه أحداً إلا أجابهم ، وظهر لهم القبول في الخلق ، وعلت كلمتهم ، وانتشر | دينهم في أقطار الأرض . ولما لم يصل إلى السماء السابعة التي عرج بمحمد صلى الله عليه وسلم |